أحيت جامعة سيّدة اللويزة – ذوق مصبح، الحفل السنويّ بمناسبة عيد الأم تحت شعار “هي التي لا يمكن إيقافها. ركضُ سباق الحياة”، من تنظيم مكتب الموارد البشريّة في الجامعة، وذلك يوم الخميس 20 آذار 2025.
تقدّم الحضور ضيفة الشرف السيّدة مي الخليل مؤسّسة ورئيسة جمعيّة بيروت ماراتون، الأم نزهة الخوري الرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات، الأم برناديت رحيّم الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين، الأم جوديت هارون رئيسة المدرسة الأنطونيّة – غزير، رئيس حزب “الكتائب اللبنانيّة” سامي الجميّل ممثلاً بمسؤولة شؤون المرأة في الحزب جيهان الأسمر، الرئيسة التنفيذية لإتحاد المستشفيات العربية اللبنانية السيدة أليس يمين بويز، رئيسة جمعية أجيال للتنمية السيّدة سينتيا هادي حبيش، ملكة جمال لبنان للعام 2025 وخرّيجة جامعة سيدة اللويزة ندى كوسا، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بشارة الخوري، الى جانب وجوه إعلاميَّة، صحافيَّة واجتماعيَّة، بالإضافة الى أسرة جامعة سيدة اللويزة.
استُهلّ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، ثمَّ كلمة ترحيب ألقاها مدير مكتب الشؤون العامة البروتوكول والعلاقات الإعلامية في الجامعة ماجد بو هدير، الذي قال: “عيد الأم هو كلَّ يوم تقضيه مع أمك، ولكن هذا اليوم يأتي لنذكركِ بأنكِ قدّمتي كلَّ شيءٍ لنا. أنت كلُّ شيء، أنت التي وهبك إيانا الله، الذي هو كلُّ شيء. عليه، حتى لو فعلنا كلَّ شيء، لا شيءَ يفي ما تستحقين يا أمي”.
وأكمل:” تأتي، جامعةُ سيّدة اللويزة لكيما تقول في كلّ عام، إنها تتلازم مع الأم، احتضاناً لطلابها، تلازماً مع أمهاتهم، تتسربل بوشاح مريم أم الكون، التي تسهر معهم في ليل ونهار”.
بدوره رحب الأب الخوري بضيفة الشرف السيدة الخليل قائلاً: “نركض بالرياضة حفاظاً على صحتنا ولياقتنا، ونركض أيضاً في ميادين الحياة، متجاوزين الصعوبات ومتحدّين العقبات. فبالعزيمة والإرادة، يتحوّل الركض إلى رمزٍ للسعي المستمر نحو التقدّم، حيث يغدو كل اجتهادٍ خطوةً راسخةً في مسيرة التطوّر والنجاح”.
وتابع: “الجامعة التي تحتضننا تحتاج إلى قلب قوي، ولا يُولد هذا القلب إلا بالأم، فهي التي تزرع فينا الطموح والإرادة، وتكون لنا السند والدافع لتحقيق أحلامنا. بحنانها وحكمتها، تبني أجيالًا قادرة على النهوض بالمجتمع، فتظل الأم النبع الذي نستمد منه القوة والعطاء”.
كما أضاف الأب خوري: “تحدثت جميع الحضارات عن دور الأم، التي تمنح الحياة قيمتها. انطلاقاً من هذا المبدأ، تلعب الأم دوراً محورياً في بناء المؤسسات، كونها تشكل امتدادا ًطبيعياً للمجتمع. فهي الركيزة الأساسية في عملية التنشئة الاجتماعية، حيث تنقل القيم والتقاليد عبر الأجيال. ودورها لا يقتصر على الأسرة فحسب، بل يمتد ليشمل جوانب الحياة كافة، مما يجعلها عنصراً فاعلاً في نهضة الأمم وتقدّمها”.
وأكمل: “تُمثل الأم رمزاً للوحدة والتآلف، إذ تجمع من حولها أبناءها بروابط الحب والرعاية. كما تؤدي الجامعة دورًا محورياً في لمّ شمل طلابها تحت مظلة رسالتها السامية. من هذا المنطلق، يتجسد تكريم رسالة العلم والمعرفة في تكريم الأم، باعتبارها المصدر الأول والأهم للعطاء في بناء الأجيال”.
ليختم الأب الخوري: “تتسارع الأزمات من حولنا، ولا سيما في وطننا العزيز، مما يجعلنا في سباق دائم لمواجهتها والتخفيف من تداعياتها. وفي ظل هذه التحديات، نسعى جاهدين للحفاظ على تماسك العائلات وحمايتها من التفكك. وليس هناك من ضليع بهذا الدور السامي أكثر من الأم، فهي الركيزة الأساسيَّة التي تمنح الأسرة القوة والاستقرار، وتسهم في صون نسيج المجتمع وتماسكه”.
من جهتها شكرت الخليل الأب الخوري على استضافتها في هذا الصرح الأكاديمي العريق، واعتبرت أنَّ “هناك قواسم مشتركة تجمعنا، تتمثل في الإصرار، والمثابرة، والإيمان. فهذه القيم تقودنا نحو تحقيق أهدافنا وتجاوز التحديات التي نواجهها في حياتنا”.
وقدمت الخليل نبذة عن أهمية مارتون بيروت الذي أنشأ بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له، وخضوعها الى 30 عملية جراحية، فجاء هذا الإنجاز كتحدٍ واصرار بخوض معترك الحياة مجدداً، ومنذ ذلك الوقت شكل مارتون بيروت حدثاً رياضياً سنوياً يعكس روح العزيمة والوحدة في لبنان، فتتجلى أهميته في جوانب عدة، على الرغم من الصعوبات التي عانى منها خلال جائحة كورونا وانفجار المرفأ والحرب الأخيرة على لبنان، نذكر منها التشجيع على الرياضة والصحة، تعزيز الوحدة والتضامن، الترويج السياحي والاقتصادي كما دعم القضايا الإنسانيَّة والخيريَّة.
وأشارت الخليل الى أنَّ “جامعة سيّدة اللويزة أبرمت اتفاقية تفاهم مع ماراثون بيروت العام 2014، وهو إنجاز أعتز به وأعدّه شهادة على التزام الجامعة بنشر قيم الرياضة والتعاون المجتمعي”.
وأنهت قائلة: “لا تتوقفوا عن السعي نحو أهدافكم، ولا تخافوا من التحديات، واجعلوا طريقكم مصدراً للإلهام”.
ثمَّ توجهت إلى الشباب، مؤكدة أنَّ “لبنان سيحقق النصر من خلالهم. كما عبّرت عن أمَلِها في مُشاركة الجميع في ماراثون الأول من أيار 2025، الذي سيحمل اسم “من النهاية إلى البداية””.
وبعد كلمة الخليل، حاورتها مديرة الموارد البشرية في الجامعة السيدة ساندريلا مجاعص حول مفهوم دور الأم كعماد الأسرة والمجتمع، اذ اعتبرت الخليل “أنَّ الأم هي القلب النابض للأسرة، فهي التي تزرع القيم في نفوس أبنائها، فتغرس في أطفالها الأخلاق والمعرفة، وتسهر على راحتهم واستقرارهم، موجهة تحية الى أمهات الجيش اللبناني”.
واكملت: “الأم خارج المنزل، هي ركيزة أساسية في المجتمع، تساهم في مجالات عدة، سواء في التعليم، الطب، الإدارة، أو غيرها من المهن، فتجمع بين النجاح المهني والالتزام الأسري. فبفضل تضحياتها وعطائها، تتوازن الحياة بين الأسرة والعمل، مما يعزز تطور المجتمع ورقيّه”.
ثمَّ كانت مُداخلات بين الخليل والحُضور حَول مَوضوع الأم ودورها في المجتمع.
تخلّل اللقاء لوحات فنيّة من أداء نادي الموسيقى في الجامعة، الذي كان قد فاز بالمرتبة الأولى لمسابقة المواهب بين الجامعات اللبنانيّة.
في الختام تقديم باقات من الزهر وهدايا تذكارية للخليل، ولكوسا.


