بالفيديو: دلالات هجوم النائب مقداد على المفتي زغيب

24f957d25059fcef2416bad7e2bac52b

لا يزال الإشكال الذي وقع في بلدة نحلة- قضاء بعلبك بين نائب حزب الله علي المقداد والمفتي الشيخ عباس زغيب بتاريخ 15/11/2022، خلال اعتصام أقيم في ساحة البلدة رفضاً لإنشاء مطمرٍ للنفايات الإشعاعية والنووية، والموثّق بالفيديو المتدَاول عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتفاعل، إذ توجّه المقداد لزغيب بالقول: "لسنا بسينات بتنوي ولا كلاب بتعوي" تعليقاً على مواقف سابقة زغيب ليردّ عليه الأخير: "ما تعلي صوتك"، ثم ساد هرج ومهرج.

"الحزب" سعى الى عدم تسريب أشرطة عما حدث، فيما تؤكد مصادر مطلعة أن عراكاً بالأيدي وقع وأن النائب حسين الحاج حسن كان له حصة من غضب الأهالي، إذ حين راح يستذكر شهداء المقاومة ويسترسل بأهيمة الشهادة في ذكرى يوم شهداء الحزب في 11/11/2022 قاطعه أحد أبناء البلدة ويُدعى ي. يحفوفي قائلاً: "جايين نحكي بالمطمر... طلَعوا من دم الشهيد".

لن نعلّق على ما حكي عن رشق موكب النائبين بالحجارة من عدمه لعدم توفّر أشرطة فيديو، لكن فلنتوقف عند دلالات الفيديو المسرّب:

1- تعكس الواقع المأزوم لنواب حزب الله والضغوط النفسية التي يتعرضون لها من جراء فضاء وسائل التواصل الإجتماعي المشرَّعة أمام آراء الجميع والتي أضحت مساحة مفتوحة للتعبير عن الرأي بغض النظر عن صوابيته.

2- لم يعد الحزب يحتمل إنتقاد بيئته الحاضنة له والتي اعتاد عليها بأن تكون منضبطة كجمهوره الحزبي، مع التوضيح أن الجمهور الحزبي هو الحزبيون المنتسبون الى أي تنظيم وبالإمكان مساءلتهم وفق الأطر الحزبية أو البيئة الحاضنة، فهي من مناصري الحزب أو مؤيدي بعض أفكاره. وفي حالة "حزب الله"، البيئة الحاضنة في الأساس، فهي البيئة المؤيدة لدوره في وجه إسرائيل وبعضها حتى يساري ولا يعنيه مشروع "الحزب" ولا "الولي الفقيه" لا من قريب أو بعيد.

3- "هالة" الحزب التي سقطت كلياً مع "17 تشرين" لم تكن موجة عابرة بل أصبحت واقعاً يومياً، فلم يعد تناول "الحزب" وسيده ونوابه من المحرّمات وسقط هذا الـTabou وحاجز الخوف انكسر ولو جزئياً إذ بدأ "الحزب" يفقد وهرته.

4- تأثير الظواهر المعارضة لأداء الحزب أقله في الشق الإجتماعي والخدماتي والاقتصادي والتي بدأت تربكه ولو بالحد الادنى. فالمفتي زغيب إبن بلدة يونين هو في الاساس إبن ما يسمى "بيت مقاوم" ولا يمكن تخوينه بما يتعلق بعدم العداء لإسرائيل. مواقفه المنتقدة لأداء الحزب تراكمية منذ سنوات، وهو يستفيد من وسائل التواصل الاجتماعي لإيصالها، ما إضطر الحزب الى حضّ عائلته على إصدار بيانات تتبرأ من مواقفه وتبايع نصرالله. كما أن تعرّضه لإطلاق نار ومنذ سنوات لم يردعه عن الاستمرار في مواقفه. هنا يجب ألا يغفل عن بال أحد أن زغيب كان من نسيج "ثورة الجياع" التي شهدتها بعلبك – الهرمل عام 1997.

هذه الحادثة تشكّل مؤشراً ليس بالضرورة أن يُعوّل عليه كثيراً ولكن لا بدّ من أن يتم التوقّف عنده، لأنه يبدو أنه جزء من مسار تراكمي لا أحد يمكن أن يعلم كم سيطول. من يدري قد يدفع الواقع اليوم أبناء بعلبك – الهرمل الى "ثورة جياع" جديدة، لأن الجوع أصبح معمّماً ولأن ما ينتظر اللبنانيين من تفاقم للإنهيار يَعِد بالأسوأ.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: