بالوقائع:نصرالله يسدي النصائح للأعداء …يخوّن ويهدّد الشركاء

0051

من النادر جدا ان يمر خطاب للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لا يتضمن في طيّاته او بين سطوره او حروفه تهديدا او تخوينا او هدرا لدم قسم من اللبنانيين شركاء حزبه في نفس الوطن. بالمقابل لا يكاد يمر خطاب لنصرالله لا تُسدَى في مضمونه النصائح المفيدة للمفترضين أعداءً للوطن والأمة العربية والاسلامية والتي قد تُجنبهم الهزيمة الكبرى او الزوال المحتّم.

نبدأ من آخر اطلالة لنصرالله تاريخ 13 شباط 2024 اذ خصص الجزء الكبير من كلامه في “الحفل التكريمي للجرحى والأسرى” لتخوين من يعارضه ويعترض على اشعال الحزب جبهة الجنوب وتوريط لبنان واللبنانيين في حرب لا طائل لهم على تحمّلها او تحمّل نتائجها وتداعياتها، اذ قال حرفيا:”هناك أطراف في لبنان تهوّل على أهل الجنوب ببدء الحرب وهذا يعتبر “أسفل السافلين…يجب الانتباه إلى الحرب النفسية التي يشنها العدو وأطراف يخدمونه…المشكلة هي في اعتبار البعض ألا جدوى مما نقوم به في الجبهة اللبنانية وهذا أمر كارثي”

في مقابل النصائح للعدو الاسرائيلي تحت غطاء او غلاف ال”اذا” الشرطية المتوقف فعل جوابها على قرار العدو “المفترض” من مثل ‏”على وزير الحرب أن يدرك أنه إذا شن حرباً علينا فإنه سيكون لديه مليونا نازح من الشمال وليس 100 ألف”…مع العلم بأن هذه ال”اذا” استعملها نصرالله “في حال تمادى العدو في غزة…وفي حال دخوله الحرب البرية وفي حال تماديه في اعتداءاته على الجنوب” وفعل جواب اذا كان خيبة للخائبين من بيئة الممانعة والمقاومة.ومن مثل ما هدد ايضا في اطلالته الأخيرة بنفس ال”اذا” ب”اذا وسعتو(الحرب) وسعنا” والخشية المتوقعة ان يوسّع العدو ولا يفي نصرالله ب”التوسيع”

ننتقل الى نموذج آخر في التعاطي مع عدوّ مفترض آخر وفي مكان آخر وهو تنظيم القاعدة في الحرب السورية فبعد ان قال نصرالله في 16 كانون الأول 2012 “بينا و بين القاعدة ما في اي علاقة بل في نوع من السجال و احيانا الخصومة هلق هنّي بعادونا يصطفلو”…اكمل مُسدِياً النصيحة متحبِّباً من موقع الغيور على مصلحة التنظيم المفترض ارهابي وعدو تكفيري بقوله:”اوجه نداءا الى القاعدة بعض الحكومات في العالم الإسلامي والغربي نصبت كميناً لكم في سورية، وفتحت لكم ساحة في سورية تأتون إليها حتى يقتل بعضكم بعضاً، وأنتم وقعتم في هذا الكمين، ولو فرضنا أن هذه الجماعات استطاعت أن تحقق انجازاً، فهي أول من سيدفع الثمن في سورية كما دفعته في دول أخرى”…علماً ان نصرالله نفسه كشف في 5 حزيران 2015 عن ان “المخابرات الاميركية هي من اسّست القاعدة”

وهنا لا بد من ذكر بعض النماذج التي تعاطى معها نصرالله باسداء النصيحة تجنيبا للعدو الاسرائيلي من الوقوع في شر أعماله أو فخ افعاله…

يقول حسن نصرالله في 16 شباط 2011 :”كونوا مستعدين ليومٍ إذا فُرضت فيه الحرب على لبنان قد تطلب منكم قيادة المقاومة السيطرة على الجليل، يعني بتعبير آخر تحرير الجليل”…ليستدرك في 6 نيسان 2015 “موضوع احتلال الجليل انا سابقا قلت “قد” وليس جزما، واحتلال الجليل بمقدور المقاومة القيام به” …ليعود ويؤكد في 27 كانون الثاني 2019 “جزءا من خطتنا في الحرب المقبلة مع إسرائيل هي الدخول إلى الجليل لكن الخطط تتفعل على ضوء مجريات الحرب”

انسجاما مع ما قاله قائد القوات البرية الإيراني كيومرث حيدري في 7 حزيران 2022 :”إذا ارتكبت اسرائيل أي حماقة، فسوف نسوي تل أبيب وحيفا بالأرض” قال نصرالله في 9 حزيران 2022:”أي حماقة يقدم عليها العدو ستكون تداعياتها ليس فقط استراتيجية بل وجودية، وما ستخسره “إسرائيل” في أي حرب يهددون بها أكثر بكثير مما يمكن أن يخسره ‎لبنان

اسداءً للنصيحة ايضا قال نصرالله في 25 أيار 2023 “عليكم ألا تخطئوا التقدير، وأي خطأ ممكن أن يؤدي إلى حرب كبرى في المنطقة ستودي بكم إلى الهاوية أو إلى الزوال”…وهذا أُكمِل لدى زيارة وزير الخارجية الايراني السيد حسين أمير عبد اللهيان للبنان اذ نقل عن السيد حسن نصرالله قوله في 1 أيلول 2023 “أنه إذا بادر الكيان الصهيوني لارتكاب أي حماقة فإن المقاومة ستقلب الصفحة وبالاً عليه”

بعد مرور اقل من شهر على حرب ابادة غزة الكبرى لم يغيّر حسن نصرالله عادته باسداء النصيحة للعدو الاسرائيلي اذ قال في أول اطلالة له بعد عملية السابع من تشرين الأول في 3 تشرين الثاني 2023: “إذا فكر العدو بالاعتداء على لبنان، أو القيام بعملية استباقية تجاه لبنان فهو سيرتكب أكبر حماقة في تاريخه ووجوده”

ربّ سائل لماذا يجنّب الحزب- القادر على ازالة اسرائيل من الوجود والقادر على تحرير الجليل- الدولة العدوة المعتدِية، المغتصِبة السقوط والزوال ولماذا يسارع الى اعطائها قارب نجاتها بدل اغراقها في شرور أعمالها ؟

ربّ سائلٍ متسائلٍ لماذا لم يتورع الحزب ولا يتورّع عن تجنيد جيوشه العسكرية والالكترونية ومهاراته الخطابية للنيل من معارضيه على الساحة اللبنانية تارة بالاغتيالات وطوراً بالغزوات كما حصل في7 أيار 2008 في بيروت والجبل وكما حصل في 14 تشرين الأول 2021 وطبعا مع ما رافقها ويرافقها ويلحقها من حملات تحريضية تهديدية ممنهجة من رأس هرم الممانعة حتى أصغر ناشط الكتروني ومغرّد.
وخير نموذج ملخّص ل”استئساد” الشريك بوجه اللبناني الآخر مقابل ما رأيناه من تعاطي حضاري راقي مع الأعداء الخارجيين، هو في ما قاله نصرالله في 18 تشرين الأول 2021 مستعرضا قوته العسكرية مهددا رئيس القوات الدكتور سمير جعجع ومَن وما يُمثّل: “لم يكن حزب الله في المنطقة أقوى مما هو عليه الآن و”أنت غلطان”، … “خذ علماً بأن الهيكل العسكري لحزب الله وحده يضم 100 ألف مقاتل.أنت عم تحسب غلط…”لا تخطئوا الحساب واقعدوا عاقلين وتأدبوا وخذوا العبر من …حروبنا”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: