رحّبت الحكومة اللبنانية بخطة الجيش لتنفيذ حصرية السلاح، عبر صيغة لاقت ارتياحاً من قبل "الثنائي الشيعي" عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول إن "الرياح السامة بدأت تنجلي"، في مقابل تأكيد حكومي على الاستمرار في عملية سحب سلاح "حزب الله"، كما أبلغ رئيس الحكومة نواف سلام "الشرق الأوسط".
وأشارت المعلومات إلى أن "الخطة التي وضعها الجيش اللبناني تألفت من 5 مراحل؛ أُولاها مدتها 3 أشهر وتتطابق مع المهلة التي أقرها مجلس الوزراء في جلستيه في الخامس والسابع من آب الماضي. وستكون الخطوة الأولى عبارة عن استكمال نزع السلاح من منطقة جنوب الليطاني، واحتواء السلاح في بقية مناطق لبنان؛ أي بمنع حمل ونقل السلاح على كامل الأراضي اللبنانية."
وفي أول تعليق له على مقررات مجلس الوزراء، قال بري إن "الأمور إيجابية... وأعتقد أن الرياح السامة بدأت تنطوي". ورأى بري أن "ما حصل في موضوع الخطة العسكرية للجيش تحفظ السلم الأهلي".
وفي المقابل، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن "مقررات المجلس واضحة ولا تحتمل تأويلات، جازماً بأن لا عودة إلى الوراء في موضوع حصرية السلاح، وأن الحكومة ماضية في عملية بسط سلطة الدولة بقواها الذاتية، وفقاً لمقررات جلسة الخامس من آب الماضي."
وشدد سلام على أن "هذه الخطوات غير مرتبطة بأي قيود أخرى؛ لأنها تنفيذ لما ورد في اتفاق الطائف، وما في ورد خطاب القسم لرئيس الجمهورية، وما ورد في البيان الوزاري للحكومة". وأشار إلى أن "خطة الموفد الأميركي توم براك التي تم تعديلها لبنانياً بالتوافق مع الأميركيين، والتي أقرت أهدافها في الحكومة، تستلزم تطبيقاً متبادلاً من الجانبين، وهو ما لم تلتزم به إسرائيل بعد".
وتعد هذه الصيغة التي مهد لها رئيس الجمهورية خلال اتصالاته على مدار الأيام الماضية، تسوية لتجنب أزمة في الحكومة، كانت ظهرت معالمها بانسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة لحظة وصول قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى مجلس الوزراء لعرض الخطة، بغرض محاولة إفقاد القرار الحكومة "ميثاقيته".
وبموازاة انسحاب الوزراء الشيعة، استبق الجيش اللبناني أي محاولة ردة فعل شعبية، بالدفع بتعزيزات إلى محيط الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، على ضوء معلومات عن دعوات غير منسقة لتحركات شعبية رفضاً لقرار الحكومة.