بعد إنهاء عمله بـ"نداء الوطن".. مكرم رباح: من يختار الصمت لا يكتب صحافة

makram rabbah

أعلن الصحافي مكرم رباح، اليوم الإثنين، انتهاء عمله في صحيفة "نداء الوطن".

وكتب، عبر حسابه على "فيسبوك": "تم إبلاغي صباح اليوم من رئيس تحرير نداء الوطن، بقرار وقف التعاون معي، متمنياً لي "كل الخير والتوفيق". جاء ذلك بعد حجب مقالي الأسبوع الماضي الذي تناول، بوضوح ومسؤولية، أداء الرئاسة الأولى وقيادة الجيش في ما يتعلّق بحزب الله وصخرة الروشة".

وقال: "منذ البداية، كان قراري بالكتابة في نداء الوطن مبنياً على قناعة، تبيّن لاحقاً أنها واهية، بأن هذه الجريدة قد تشكّل مساحة حقيقية لحرية الرأي، ونموذجاً ليبرالياً في الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية. تمسّكتُ بالاستمرار فيها بناءً على إلحاح عددٍ من الأصدقاء الذين رأوا فيها منبراً ضرورياً في معركة الحريات. لكن ما تكرّس اليوم يؤكد أن المشكلة في لبنان ليست في السلطة وحدها، بل في كل من استبطن عقل السلطة وتصرّف كظلٍّ لها، حجب مقالي لم يكن خطأً تقنياً ولا سوء تقدير. كان رضوخاً مباشراً لمكالمات هاتفية من أصحاب النفوذ، وقراراً سياسياً هدفه إسكات صوتٍ لا يساوم. المفارقة أن المقال الذي اعتُبر "جارحاً" لكرامة المواقع الرسمية نُشر لاحقاً في وسيلة إعلامية عربية مشهود لها بالحرية والمناقبية، فيما الإعلام اللبناني، الذي يتغنّى بالسيادة، أُخضع مجدداً لامتحانٍ أخفق فيه".

وتابع: "في مكتبي في الجامعة صور أصدقائي لقمان سليم وسمير قصير، اللذان دفعا حياتهما ثمناً للحقيقة، وأرففٌ من الكتب التي توثّق تاريخ نضال شعبنا ضد القمع والتواطؤ والصمت، لذلك لن أبدّل موقفي ولن أساوم على قناعتي: لا قدسية إلا للعقل، ولا حصانة إلا للحريات".

وتعنبر رباح أن "من يختار الصمت على حساب الحرية، لا يكتب صحافة، بل يرسم حدود سجنه بيده، الخوف لا يحمي أحداً... والحرية وحدها تليق بلبنان".

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: