بعد غزة.. واشنطن تتهيّأ لفتح مسار سياسيّ مع لبنان

lebanonnn

تؤكّد مصادر موثوقة أنّ الاحتمال الأقرب إلى الواقع بعد اتفاق غزة هو توجّهٌ أميركي مباشر نحو لبنان لإطلاق ما يُسمّى مسار الحلّ السياسي وترسيخ الهدوء على جانبي الحدود الجنوبية. وتشير المصادر إلى إشارات ديبلوماسية غربية وصلت إلى مراجع مسؤولة تفيد بتحضيرات لإطلاق مفاوضات في المدى المنظور، من دون توضيح "شكل" هذه المفاوضات — إن كانت ذات طابع أمني أو سياسي أو مزيجًا منهما.

واللافت في هذا السياق، ما أكّده مرجع كبير من رفض لبنان إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل أو منح أيّ بُعد سياسي لأي مفاوضات قد تحصل. ورأى الرئيس جوزاف عون، متّبعًا الموقف اللبناني الجامع، أنّ لبنان لا يريد الحرب، محدّدًا ما يمكن قبوله على غرار مفاوضات ترسيم الحدود البحرية التي رعاها الأميركيّ آموس هوكشتاين: وقف فوري الاستهدافات الإسرائيلية، انسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة، إطلاق الأسرى اللبنانيين، وتمكين إعادة إعمار القرى والبلدات المدمّرة جرّاء العدوان.

وبحسب رأي المرجع نفسه، فإنّ مسار الاتفاق على جبهة لبنان أقل تعقيدًا من مسار الاتفاق في غزة، لأنّ ثلاثة أرباع الطريق "منْجَزَة". وأوضح أنّ لبنان ليس بحاجة إلى تسوية جديدة بقدر ما هو بحاجة إلى إلزام إسرائيل بالمعاهدات القائمة، لا سيّما قرار وقف الاستهدافات المعلن في 27 تشرين الثاني من العام الماضي والقرار الدولي 1701. ولدى لبنان، بشهادة الجهات الدولية وقادة "اليونيفيل" ولجنة الإشراف على التنفيذ، التزام كامل بتفاصيل هذه الترتيبات، ويقوم الجيش اللبناني بمهامه بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل" جنوب الليطاني وفق منطوق القرار 1701. وتُشدّد المراجع الرسميّة على أنّ لبنان لا يريد الحرب، بل يسعى لترسيخ الأمن والاستقرار، وأنّ المشكلة في الأساس لدى الجانب الإسرائيلي الذي لا يُلزم بنود القرار، خصوصًا ما يتعلق بوقف الاعتداءات والخرق المتكرّر لأجوائه عبر طائرات مسيّرة مسلّحة.

ويُشير العرض الأميركي، على غرار ما جرى لفرض اتفاق غزة، إلى قدرة واشنطن على ممارسة ضغط فعّال على إسرائيل لإلزامها.

تقدير غربي

ووفق مصادر غربية، فإنّ احتمالات الحرب والتصعيد على جبهة لبنان غير مرجّحة، معتبرةً أنّ الفرصة متاحة حاليًا لإطلاق مسار سياسي لتسوية تصبّ في مصلحة كل الأطراف. وترى هذه المصادر أنّ محورية تطبيق "حصرية السلاح" بيد الدولة باتت هدفًا أقرب إلى التنفيذ بعد تطوّرات قطاع غزة، وأنّ سحب سلاح الحزب محلّ اهتمام دولي وواشنطن تضعه في رأس أولوياتها.

وأشار الإعلام الأميركي، بحسب المصادر، إلى دعم الرئيس ترامب لمساعي عون في هذا الإطار، ما يستدعي التعاطي الجدي مع الإشارة الأميركية لدى الأطراف المحلية، وخصوصًا لدى "الحزب".

موقف "الحزب"

من جهته، أكّدت مصادر قريبة من "الحزب" إدراكها لحجم الضغوط الداخلية والإقليمية والدولية، مشدّدة على أنّ سلاح المقاومة "خط أحمر". وأكدت أنّ هذا السلاح يشكّل بالنسبة إليهم «روحًا»، وأنّهم لن يتخلّوا عنه، وأنّهم سيواجهون أي محاولة للمسّ به بقوّة وصرامة، مهما كان مصدرها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: