أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن "لا عودة الى ما قبل 5 آب ولا يجوز ان يكون هناك سلاح غير شرعي في البلد، مضيفاً: “بقرار الانتهاء من سلاح “الحزب” وكل سلاح غير شرعي ربحنا جولة ولم نربح المعركة بعد ولكنها جولة مهمة. من كان يتخيّل قبل سنتين ان يكون هناك قرار حكومي يسحب الشرعية من سلاح “الحزب” بشكل واضح وصارم. منطلقون في الاتجاه الصحيح ولكن لم نصل بعد وسنظل كقوات لبنانية نراقب هذا الامر وندفع به الى الامام. إنه مطلبنا من 35 سنة وليس له علاقة بالقوات فقط بل بحياة او موت هذا البلد".
وأشار الى أنه "ما زال هناك خوف عند الشيعة المعارضين لـ”الحزب” من امرين وهما أن الاخير قادر أن يغتالهم وأن مجتمعهم سينبذهم"، مضيفاً: “لا أدري كما سيحتاج هذا التردّد من وقت كي ينتهي ولكن آمل ان يكون قصيراً. اليوم “الحزب” حصد 27/27 نائباً شيعياً في ظل سلاحه، وإن حصد مجدداً هذه المقاعد من دون السلاح فلا مشكلة لدينا لأننا نحترم الديمقراطية ونتائج صناديق الاقتراع. الناس هي من يقرّر ولكن أتمنى ان تكون متحرّرة من الخوف من الحزب ومن فكرة أن الأخير هو من يحميها ومن يضمن دورها ووجودها".
وأشار الى أن "اساس هذه الثقافة هي مفاهيم السيادة والتعددية والديمقراطية، مضيفاً: “الديمقراطية ليست لحظة ممارسة الاقتراع فقط بل أيضاً مناخ الحريات السائد قبلها وبعدها. لا توجد ديمقراطية في العالم إلا وتقدّس حياة الانسان وحريته وكرامته. إذا نَمَت في مجتمعنا أفكار لا تقدس هذه الثلاثية، فنحن أمام مشكلة خطيرة وجوهرية. يبقى الإنسان هو الأساس".
أمّا عن ثقافة “الحزب” وخطورة أن تستمر لأجيال تابع بو عاصي: "لنتذكّر كيف كانوا ينشّؤون الأولاد في المدارس على تمجيد موسوليني وهيتلر وستالين وصدام حسين وآل الأسد، وفي لحظة إنهاروا جميعاً ولم يعد لا الأطفال ولا الكبار يمجدوهم. الظرف السياسي وقوة الدفع المجتمعية تطيح بكل الأنظمة الشمولية والمجتمعات تستمر. لم تعش إيران عبر تاريخها وكذلك المكون الشيعي اللبناني تحت منظومة عقائدية دينية كالتي تعيشها اليوم وبالتالي ما نعيشه هو الاستثناء وليس القاعدة. المشكلة أن فاتورته أضحت مكلفة كثيراً للبنان وشعبه وللمكون الشيعي فيه".
بو عاصي أشار الى ان "بونهوفر احد كبار الفلاسفة الالمان يقول الأنظمة الشمولية تنمو على غياب الحس النقدي عند الفرد فيتحول عنصراً في قطيع يلحق الديكتاتور" وأردف: “كذلك تقول الفيلسوفة هَنا ارنت “الشمولية تبدأ من الصمت” أي حين يصمت المواطن تحضر الشمولية".
كما أشار الى أن "الحديث عن مسألة المحرومين ليس دقيقاً كما ولو ان المحرومين كانوا فقط من الشيعة، فيما كان الحرمان يطال مزارع التبغ في الجنوب كما المزارع في عكار أو البقاع حيث مسيحيو ومسلمو الاطراف عانوا كثيراً من الحرمان".
تابع: "الحزب والشيخ نعيم قاسم يصوّر الطائفة الشيعية كضحية مهدَّدة ويصور نفسه حامياً لها لا بل منتقماً لها. الفكر الشمولي أصبح طاغياً لدى الحزب مع تأثيره الكارثي على الشيعة وعلى لبنان".
بو عاصي الذي رأى أننا في "لبنان لسنا أمام تعددية بالمعنى الديني بل تعددية مكوّنات أحد عناصرها ديني، ختم بالقول: “التحدي هو بالحفاظ على مساحات مشتركة ضمن التنوع والسعي الدائم لتأمين ظروف الاستقرار والازدهار لشعبنا”.