بويز ل :LebTalks اخشى ان نكون امام حرب داخلية عنيفة لا نعرف كيف تنتهي ...!

5788076_1453021756

ككل مبادرة او ورقة داخلية او خارجية، يتسعين اهل السلطة دائماً للرد عليها بعمليات تدوير الزوايا، وإختيار الكلام المنمّق والمهذب والمختار بعناية، ليسيروا من خلالها بين الالغام والخروج سالمين وبأقل قدر من الخسارة.هذا المشهد يسيطر اليوم على الورقة الخليجية، التي يعمل المسؤولون الرسميون على تلقفها ببرودة، تنطلق من ضرورة إعادة ما انقطع من علاقات مع دول الخليج، مع تناسيها للرسالة الابرز المتعلقة بتنفيذ القرار 1559 ووجوب حصر كل سلاح على الأراضي اللبنانية بيد الدولة، لكن ومع الاستعانة الدائمة بسياسة الهروب، جرت عملية صوغ الرد المنتظر يوم غد ، والذي سيحمله وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الى الكويت، لتطرح اسئلة معروفة حول الجهة التي نقحّت هذا الرد، ونسقته وفقاً لأهدافها.

وفي هذا الاطار يصف وزير الخارجية السابق فارس بويز الورقة الخليجية بورقة إنذار، بأنّ قرار المواجهة بين الخليج وايران قد إتخذ، وبأنّ لبنان سيكون ساحة لتلك المواجهة، وعليه ان يكفّ عن الكلام المعسول والرمادي، ويتخذ موقفاً واضحاً يتجلى بتنفيذ القرارات الدولية وخاصة بند سحب السلاح ، لكن لا قدرة للدولة اللبنانية على تنفيذ هذه القرارات ومن يمثل دولة الكويت يعلم بذلك.وقال بويز خلال حديث لموقع LebTalks :" لا شك في انّ هذه المبادرة مُحرجة للدولة اللبنانية، خصوصاً انّ الازمة لم تعد عادية، وعلى لبنان ان يتحضّر للاسوأ، فالورقة الخليجية تحمل رسالة مفادها:" لا ترّدوا علينا بالكلام المعسول كالعادة، لاننا ننتظر موقفاً لبنانياً واضحاً من ناحية عداء ايران لنا واداته حزب الله"، معتبراً بأنّ موقف لبنان يتجاوز قدرات الدولة، ويرتبط بإعتبارات اقليمية ودولية.

ويشير الى انّ إعتكاف الرئيس سعد الحريري ليس غريباً عن هذا الامر، اذ قدّم رسالة واضحة بأنّ عليه الابتعاد عن هذه الساحة كونه قوة معتدلة ، مع تجنيبه المعركة وإفساحه المجال امام قوى قد تكون اصولية، وقد لا يكون هذان الامران مستقلين عما يحصل في فيينا، حيث يغيب رضى الخليج واسرائيل عن تلك المفاوضات، التي يرغبان بأن تتضمّن مباحثات حول توسّع وانتشار حزب الله وسلاحه في العراق واليمن ولبنان. وتابع :" اعتقد انّ الامر موجّه الى الاميركيين لضرورة التفاوض على ذلك، فهناك ترابط بين ما يحصل في فيينا ومستوى الرسالة الخليجية عامة وإعتكاف الرئيس الحريري.وعن التداعيات المرتقبة بعد الرد اللبناني على الورقة الخليجية، لفت بويز الى اننا قد نشهد على الفور مرحلة من الاحباط على مستوى القاعدة السنيّة، ولاحقاً سيتطور هذا الاحباط في إتجاه التطرّف، من خلال إلتمام بعض القواعد السنيّة مع منظمات متطرّفة، وبدء تسخين الساحة اللبنانية، وهذه المرة لن تكون التداعيات عبر العقوبات، بل من خلال إحياء حالة تطرّف على مستوى القاعدة السنيّة الشعبية التي يغيب عنها الرئيس الحريري، اذا سلمنا بأنّ إعتكافه كان مرتبطاً بقرار، وكان يتجنّب دخول المعركة، لكن من سيُملي هذا الفراغ ؟، فالاتجاه نحو الحالات المتطرفة، لذالك اخشن ان نكون امام وضع مخيف، اي مشروع حرب داخلية عنيفة، والحرب نعرف كيف تبدأ، لكن بالتأكيد لا نعرف كيف ستنتهي؟!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: