قد يقول بعضهم إن القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي، لا يملكان ترف البحث عن تحالف مخالف لتحالفهما الإنتخابي، لأسباب عدة، أهمها كما أعلن رئيسَا الحزبين وكرّرا في أكثر من مناسبة بأن وحدة الجبل فوق كل اعتبار، ولو اختلفا في أمور ومحطات متعددة، يبقى هذا الإعتبار هو البوصلة التي تحدّد علاقتهما.
مصادر متابعة استغربت الحملة التي تطال هذا التحالف من جهات عدة، على الرغم من أن هذا الإعلان سبقته اتصالات وتصريحات، تؤكد النيّة في التحالف، ولم تكن زيارة الوفد الإشتراكي لرئيس تيار المستقبل سعد الحريري في الإمارات، بعيدة عن هذه الاجواء والسعي لانضمام المستقبل" إلى هذا التحالف.
الجدير ذكره أن "القوات" و"الإشتراكي" لم يتواصلا مع أطراف أخرى، بغية التأسيس لتحالفات جديدة، والإتصالات بينهما هدفت للإتفاق على تفاصيل وأسماء المرشحين، كما أنه ليس سراً بأنهما درسا مسألة تشكيل لائحتين منفصلتين، ولكن الحسابات الإنتخابية الدقيقة حالت دون هذا التوجّه.
حملة الممانعة المباشرة وغير المباشرة جاءت على خلفية القلق، من أرجحية انضمام سنّة الإقليم إلى هذا التحالف ترشيحاً واقتراعاً ، بغض نظر من تيار المستقبل، وهذا ما سيؤدي إلى تشكيل لائحة قوية قادرة على تحقيق النتائج التي حصدتها في انتخابات ٢٠١٨، مع إمكانية تحسينها في ظل التشرذم الذي تشهده قوى الممانعة ، وبروز قوى الثورة التي من الممكن أن تستقطب أصوات المعترضين على المنظومة، في حين لا تُعتَبَر هذه القوى على عداء مع أهداف تحالف القوى السيادية، وبالتالي لا يُنتظَر أن تشكل قواعد هذا التحالف ساحة استقطاب لقوى الثورة، وما ينطبق على الجبل في حال نجاح المساعي مع سنّة الإقليم، يمكن أن ينسحب إلى مناطق أخرى، مما يعاكس أهداف "همروجة" خلاف القوات - المستقبل وتجاوزه، على الأقل انتخابياً بسبب دقة المرحلة.