تحالف" القوات والاحرار" مثال يُحتذى به...

180322052443465_LF-ahrar

لا شك بأنّ تحالف حزبيّ القوات اللبنانية والوطنيين الاحرار، شكّل خطوة ايجابية لدى المسيحيين التواقين الى نسيان الماضي الاليم، والانفتاح نحو التلاقي خصوصاً على القضايا المصيرية، واليوم يبدو الاستحقاق الانتخابي خير مثال يتطلّب التوافق بين القيادات المسيحية، وفي هذا الاطار بات من المؤكد ترشح رئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل دوري شمعون، على لائحة القوات اللبنانية في بعبدا، التي تمثل رمزاً مسيحياً ومعقلاً للقوات بصورة خاصة، اذ تشمل مثلث الصمود عين الرمانة - فرن الشباك - الشياح، حيث البيئة الحاضنة للحزبين المذكورين، خصوصاً بعد غزوة عين الرمانة الشهيرة، والتي لا تزال ماثلة وشاخصة بقوة امام ابناء تلك المناطق، الامر الذي ساهم بقوة بإرتفاع نسبة المؤيدين والمناصرين.
الى ذلك سيكون النائب بيار ابو عاصي المرشح القواتي في بعبدا، الى جانب شمعون الذي يحمل إرثاً كبيراً يتمثل بجدّه الرئيس الراحل كميل شمعون، الذي كان وسيبقى رمزاً لدى المسيحيين، وصاحب نفوذ في القضاء، بعد تأسيسه حزباً عابراً للطوائف ضمّ نائباً شيعياً للحزب عن المنطقة هو الراحل محمود عمّار، ونائباً درزياً حليفاً هو الراحل بشير الاعور، والنائب السابق بيار دكاش والنائب الراحل نديم نعيم.
في غضون ذلك ستنطلق لائحة القوات والاحرار، من شعارات الحزبين السياديين والقريبين الى بعضهما، مع مبادئء السيادة والحرية والاستقلال ولبنان اولاً، رفضاً للدويلة المسيطرة على الدولة، خصوصاً في نطاق الضاحية الجنوبية الواقعة ضمن نطاق بعبدا، مما يعني انّ الانظار المسيحية ستكون شاخصة بقوة الى التغيّير وإختيار السياديّين، مع تسجيل تراجع شعبي للتيار الوطني الحر، بعد غضب الاهالي جرّاء غزوة عين الرمانة، من قبل حليف التيار، الذي لطالما طمأن بأنّ "تفاهم مار مخايل" هو لحماية المسيحيين، فيما الحقائق اثبتت العكس تماماً، ناهيك عن مواقف رئيس التيار جبران باسيل، التي تلت يوم الغزوة وساهمت في تدني شعبيته.
في سياق متصل لا يخفي الحزبان إمكانية تحالفهما في مناطق اخرى، لكن كل شيء قيد الدرس الى ان يحين وقت الاعلان رسمياً، وإنطلاقاً من هنا تبقى الساحة المسيحية في إنتظار التوافق بين قيادييّها على القضايا الهامة، وعلى ضرورة التحالف الانتخابي، لذا تستمر الجهود لتحقيق هذه المهمة الشاقة، أي مصالحة حقيقية للاقطاب تتيح تأمين التوافق، داخل البيت المسيحي المشرذم، ولعلّ خطوة هذين الحزبين تشكل مثالاً يُحتذى به.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: