أكّد منتدى الطائف الذي احتضنه قصر الأونيسكو أمس على دور المملكة العربية السعودية وحضورها في لبنان بفعل الحشد الذي شارك فيه وصولاً الى كلمة السفير السعودي الدكتور وليد بخاري والتي كانت مفصلية بامتياز. وفي غضون ذلك فإن توقيت هذا المؤتمر ومضمونه بالغ الأهمية في ظل التحوّلات الدولية والإقليمية وكذلك من خلال خروج لبنان عن المحور العربي خلال عهد الرئيس السابق ميشال عون الى ما يقوم به التيار الوطني الحر عبر رئيسه النائب جبران باسيل، من "فاولات" بالجملة والمفرق بما في ذلك المسّ بالطائف من خلال الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية مباشرةً من الشعب، وهذا خروج واضح عن وثيقة الوفاق الوطني حيث لبنان نظام برلماني والطائف كان واضحاً في كيفية انتخاب رئيس الجمهورية، أضِف الى ما يطالب به باسيل دوماً من إصلاحات وعقد اجتماعي. وبالمحصلة ثمة تماهٍ بين التيار البرتقالي وحزب الله أدى الى خلل في بنية البلد برمته، ناهيك عن أن هذه السياسات أدّت الى اهتزاز العلاقة اللبنانية - السعودية في مرحلة معينة، والآن الطائف أطلّ من قصر الأونيسكو للتأكيد على أهمية هذا الاتفاق، وبالتالي إنه خط أحمر في الذكرى الثالثة والثلاثين لإقراره، وصولاً الى أكثر من دلالة حول تنامي دور الرياض عبر تواصلها مع فرنسا وواشنطن والدول المعنية في لبنان، الا أن الأكثرية في لبنان وتاريخياً هي الى جانب المملكة وما احتفالية قصر الأونيسكو الا تأكيد المؤكد.
