تبقى قطر قبلة الانظار عند اي معطى او ازمة سياسية لبنانية، وهذا ما ظهر جليّاً خلال الحقبات المتتالية من حروب ومحن شهدها لبنان. وعليه تبقى تسوية الدوحة دليلاً قاطعاً على ما تقوم به قطر، لأجل لبنان وخلاصه من ازماته ومعضلاته.
ولهذه الغاية ثمة معلومات موثوقة بأنّ الدوحة تسعى لأجل صيغة جديدة تنتشل لبنان، من ما يتخبّط به حالياً من تراكمات سياسية وخلافات وانقسامات، وصولاً الى انتخاب رئيس للجمهورية، وذلك نسبة الى دورها الاساسي ضمن اللجنة الخماسية، وما يقوم به موفدها الى بيروت، حيث تواصله لم ينقطع بعيداً عن الاضواء والاعلام. كما ثمة تنسيق وتواصل بين الدوحة وسائر اعضاء اللجنة الخماسية، وكذلك مع ايران باعتبارها دولة اقليمية لها دورها،ومعنية بالملف اللبناني.
وفي هذا الاطار، لا يُستبعد بعد فترة الاعياد ان يكون للدوحة دور فاعل وناشط على هذا الخط، بمعنى ان تؤدي مساعيها الى تسوية، ربما اكبر من الدوحة1 الى دوحة 2، او انها بفعل اتصالاتها وعلاقاتها الدولية والعربية والخليجية، وعلى الصعيد الاقليمي قادرة على تدوير الزوايا، فضلا عن علاقاتها الوثيقة مع سائر القيادات اللبنانية والمرجعيات السياسية والروحية، ممّا يعطيها هامشاً واسعاً ومتاحاً لحلّ الازمة وانتخاب رئيس، وهذا ما ستظهر معالمه بعد الاعياد.