تنفيذ القرار 1701 بالديبلوماسية أو بالقوة !‏

3ea936c4-cdb8-4b59-8303-433abc8ee0c3_16x9_1200x676

يواصل السياسيون الإسرائيليون التهويل بدعواتهم لمواجهة بين الجيش الإسرائيلي ‏و”حزب الله”. ويقولون انه “يتعين على الجيش الإسرائيلي استغلال الحرب الجارية في ‏غزة من أجل توجيه ضربة قوية إلى قوة حزب الله العسكرية وبناه التحتية، وليس ‏فقط على خط التماس في الجنوب اللبناني، بل إلى كل لبنان، كجزء من ضربة ‏استباقية تقوم بها إسرائيل.‏”

من جهتها، طالبت الولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل الامتناع عن ‏شن حرب شاملة ضد الحزب .‏
ومن ضمن هذا السياق، فإن نقاشاً يدور في الكواليس، عن إجراء ديبلوماسي يتطلب تنفيذ القرار 1701، الصادر عن ‏مجلس الأمن في 12 آب 2006، والذي كان جاء فيه أن “المنطقة الواقعة جنوبي ‏نهر الليطاني في الجنوب اللبناني، يجب أن تكون منطقة منزوعة السلاح، من دون ‏وجود عسكري لحزب الله في الجنوب، ونشر قوات دولية (15 ألف عنصر) تتولى ‏تنفيذ القرار.‏”
ومعلوم أنه خلال الـ17 عاماً الماضية، انتهك “حزب الله” القرار، وأقام بنى تحتية له في الجنوب، ‏وقام بعملية تسلُّح هائلة من إيران عبر تهريب السلاح من سوريا، ولم تستطع قوات الطوارئ ‏الدولية أن تفعل شيئاً.‏

وقد شكلت أحداث 7 تشرين الأول، لحظة صدمة في إسرائيل، ليس في ما يتعلق بالعقيدة ‏الأمنية مع غزة فقط، بل ومع لبنان أيضاً. ‏

من هنا، عندما يجري البحث في كيفية طرد قوة الحزب العسكرية وإبعادها من ‏جنوب إلى شمال نهر الليطاني، فان فرصة حدوث ذلك من خلال تسوية سياسية يقوم ‏بها المندوب الأميركي عاموس هوكشتاين، الذي يتوسط بين لبنان وإسرائيل قد تبدو ‏ضئيلة.

ويسود الاعتقاد أن الحزب لن ينسحب من الحدود كجزء من تسوية ‏ديبلوماسية أو بسبب ضغوطات سياسية.‏
ومع انتهاء المعركة البرية في غزة، سيبدأ الجيش الإسرائيلي في تركيز قواته على ‏حدوده الشمالية، تحضيراً لمعركة مع “حزب الله”، بغية التنفيذ الكامل للقرار 1701.‏
وتشير معلومات ديبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة ودولاً كثيرة، ستمنح دعمها الكامل للمطالب الإسرائيلية ديبلوماسياً ‏وعسكرياً . وفي هذه الأحوال، وبعد استنفاد الخطوة الديبلوماسية، التي لن تدفع الحزب إلى ‏الانسحاب، سيكون لدى إسرائيل “شرعية دولية للقيام بعملية عسكرية محدودة في ‏الجنوب اللبناني، من أجل تنفيذ القرار 1701 بالقوة.‏”

وفي ضوء هذا الواقع، يسجل ضغط أميركي على إيران من أجل انسحاب الحزب ‏الى ما وراء خط الليطاني، في الوقت الذي ترسل فيه إيران العديد من رسائل التحذير ‏للولايات المتحدة والدول الغربية بانها تملك أوراقاً عديدة لاستخدامها في حال الهجوم ‏على الحزب منها أوراق “المقاومة الإسلامية” في العراق والحوثين في اليمن وقد ‏أرسلت رسائل كثيرة باسم اليمن كخطف الباخرة وقصف إسرائيل وربما غيرها من ‏الدول…‏

في المقابل، من الواضح أن “القيادة الإسرائيلية العسكرية والمدنية أنها قد تضيع الفرصة الآن ان لم تضغط ‏لتنفيذ 1701، كون الجيش الإسرائيلي مستعداً وجاهزاً، وعشرات الآلاف من ‏السكان الإسرائيليين تم إجلاؤهم عن منازلهم، وهناك تأييد كبير من الجمهور ‏الإسرائيلي لحرب التي تخوضها إسرائيل.”

بعد 7 تشرين الأول، يبدو أن القرار 1701 قد يولد مرة أخرى لينفذ وربما بإضافة ‏ملحقات عليه تتناول الحدود بين لبنان وسوريا بغية وقف تهريب السلاح الإيراني ‏الى الحزب، وما الجولات التي يقوم بها الدبلوماسيون الإيرانيون والأميركيون الى ‏لبنان إلا محاولات لإيجاد حل دبلوماسي قبل نفاذ الوقت للعمل العسكري.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: