تركت تهديدات السفارة السعودية أكثر من سؤال، حول عودة لبنان الى ما كان عليه في حقبة الثمانينات، عندما تمّ افراغه من التمثيل الدبلوماسي العربي والغربي من خلال الأعمال الإرهابية، وخطف الطائرات وقتل واختطاف الدبلوماسيين، وذلك حصل في مراحل متفاوتة.من هذا المنطلق، ان تهديد السفارة السعودية يعتبر في هذه المرحلة بالذات منحاً خطيراً، على اعتبار أن المملكة هي الداعم الأساسي للبنان اقتصادياً ومالياً وعينياً وسياسياً وعلى المستويات كافة، وصولاً الى أنها عادت الى لبنان بعد فتور اعترى علاقتها مع بيروت، بفعل حملات حزب الله واستهداف المملكة ودعمه للحوثيين، السؤال هل يحق لحزب الله أن يستقبل الإرهابيين والفارين من دولهم والمعاقبين؟، ويحوّل لبنان الى ساحة ومنصة لتصفية الحسابات؟ هذا ما قام به حزب الله عندما عقد مؤتمر المعارضة البحرينية واليوم يستقبل معارضاً سعودياً إرهابياً يهدّد المملكة وسفارتها، ويهدد أيضاً السلم الأهلي في لبنان، انما هو انتهاك لسيادته وعلى الدولة أن تتحرك قبل أن يؤدي ذلك الى ما لا يُحمد عقباه سياسياً ودبلوماسياً وأمنياً، خصوصاً أن البلد يعاني أزمات اقتصادية وعلى أبواب استحقاق دستوري، ناهيك الى أن المملكة عبر سفيرها في لبنان الدكتور وليد البخاري، تقوم بجهود مضنية من أـجل الحفاظ على أمنه واستقراره ودعمه انسانياً وتنموياً، فعلى هذه الخلفية ما جرى أمر مستغرب، ويجب التوقف عنده من قبل الأجهزة الأمنية قبل استفحال الأوضاع، وخروج الأمور عن مسارها.
