توقعات “عرافي” لبنان بين النفاق والسياسة: كذب المنجمون ولو صدقوا!

abel latif

كعادتهم مع نهاية كل عام، ينشط العرافون والمنجمون أو قراء الغيب في لبنان، فيحتلون الشاشات ويسيطرون على أثير الإذاعات، فيما تختلف مقاربة ما يعلنونه من توقعات أو رؤيا، بين السخرية والجدية والتشكيك في مصادر المنجمات والمنجمين الذين باتوا محسوبين على المحاور السياسية الداخلية وحتى الإقليمية.

يتسلى اللبنانيون في مشاهدة العرافين ليلة رأس السنة ويذهب البعض في تصديق توقعاتهم إلى حدود الخوف من الحوادث التي يزعمون رؤيتها قبل حصولها من زلازل وانفجارات واغتيالات وانتشار للأوبئة والحروب في لبنان أو في المنطقة، لأنهم لا يجازفون بالحديث عن كوارث وأحداث عالمية، بل يتخصصون فقط بالشأن اللبناني، الذي تعمقوا فيه من خلال ردود الفعل على كل ما يتحدثون عنه والذي يستطيع أي شخص أن “يراه” بنفسه في حال قرأ الإحصاءات عن معدلات الحوادث والكوارث الطبيعية والأمراض وغيرها من المحطات التي تتكرر في كل عام في بلد يعيش على الإنقسامات الطائفية والمذهبية ومنطقة تشتعل فيها الحروب من دون توقف.

وعلم التنجيم تاريخياً انتشر منذ العصور الوسطى لكنه تراجع في القرن السابع عشر بعد تصنيفه من فنون العرافة في العالم الإسلامي ثم عاد في عصر النهضة التنجيمية في أوروبا في القرن التاسع عشر ولا يزال مستمراً حتى يومنا الحالي.
ومن المهم الإشارة إلى الجانب التجاري لمهنة التنجيم أو التبصير وقراءة الغيب، حيث أن المنجمين باتوا من أصحاب الثروات ومن الوجوه المعروفة في المجتمع ، الذي لا يستطيع تقدير كمية النفاق في كلامهم والإستغلال الوقح للأزمات التي يعيشها المجتمع والتي تجعل كل لبناني اليوم يعيش وسط الخوف من المستقبل ولا يجد أي سند له في الدولة أو حتى الطائفة التي ينتمي إليها، ما يدفعه نحو تصديق الخرافات واستشارة العرافين وقارئي الكف أو الورق.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: