ثلاثية "الحزب": إستغباء - إستعلاء - إستخفاف

WhatsApp-Image-2023-04-29-at-6.06.45-PM

مربك "حزب الله" وليس مأزوماً أمام متغيرات المشهد الداخلي خصوصاً في ظل خريطة توزيع القوى النيابية في مجلس الـ2022 وأمام ما قد تخفيه التبدلات الاقليمية من مضامين في حال كتب لها النجاح وكذلك من تداعيات في حال تعثّرت. مربك رغم إصراره على الظهور بمظهر الارتياح وتلطيه خلف ثلاثية "الإستغباء والإستعلاء والإستخفاف".

هذا الارباك يتجلى بمقاربته ملف الاستحقاق الرئاسي حيث تلطى خلف الورقة البيضاء لأشهر كي لا يصل الى المفاضلة بين ورقة "مار مخايل" وورقة "الولاء والوفاء للخط" التي يجسّدها رئيس تيار "المرده" سليمان فرنجية قبل أن يقدم على ترشيح الأخير بالتكافل والتضامن مع "أمل".

هذا الارباك يتمثّل بفقدان "الثنائي" القدرة على فرض إيقاعه أكان بتكرار سيناريو عام 2016 رئاسياً أو في كيفية إدارة مجلس النواب أو حتى على صعد عدة سياسية وقضائية وحياتية كمسألة توقيت الساعة. فإن كان ما زال يصادر مفاتيح ساحة النجمة عبر الرئيس نبيه بري، لكنه فقد القدرة المطلقة على المبادرة والفرض التي كان يتمتع بها بدليل قطع الطريق على طاولة بري الحوارية أو دعواته لجلسات تشريعية…

هذا الارباك يتجلى في أهم مظاهره عبر مواقف مسؤولي "الحزب" التي تخفي خلف لغة "الإستخفاف - الإستغباء – الإستعلاء" الممزوجة بدعوات "التوافق" و"مدّ اليد" قلق من عدم إستمرار مفاعيل "فائض القوة" و"عنجهية السلاح" والذي تجلى بـ"أبهى قباحته" في غزوة "7 أيار". آخر هذه المواقف تلك التي أطلقها رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في 9/4/2023.

"نحن دعمنا مرشحاً للرئاسة لكن لم نغلق الأبواب، ودعونا الآخرين وحثيناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم"، "إذا تمترس كل فريق وراء الأصوات التي يمتلكها لن يتحقق إنتخاب رئيس في هذا البلد"، "ثمة من ينكر علينا الحق في أن ندعم مرشحا للرئاسة ويريد أن يفرض الرئيس الذي يريد ويتهم الآخرين بأنهم يحاولون فرض الرئيس الذي يريدون"، "يجب أن ينجز هذا الإستحقاق بأسرع وقت ممكن"، "لن يتحقق إنجاز هذا الإستحقاق إلا بتفاهم متبادل بين اللبنانيين"، إنها عينة من مواقف رعد.

أليس قوله "لم نغلق الأبواب" إستغباء شبيه بقول بري أن "الخلاف ليس مسيحياً – مسيحياً بل ماروني – ماروني"، فيما نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قالها جهاراً في تغريدة له في 23/4/2023 إن البلد أمام مرشحين: أحدهما جِدِّي -هو سليمان فرنجية - والآخر هو الفراغ؟!! أليس هذا "فرض للرئيس"؟!! أليس هذا "تمترس"، فلو إمتلك الاصوات لما دعا بري الى جلسة وإنتُخب فرنجية؟!! أم أن المطالبة بإحترام الدستور وعدم خطف المجلس النيابي عبر الدعوات المتتالية والمفتوحة لجلسات الإنتخاب هو "فرض للرئيس"؟!

أليس قوله "دعونا الآخرين وحثيناهم من أجل أن يطرحوا مرشحهم" إستعلاء على ترشيح أكثرية المعارضة منذ اليوم الاول النائب ميشال معوض شبيه بتوصيف بري له بـ"التجربة الانبوبية"، فيما الاخرون من دعوهم الى عدم التنصل من مسؤوليتهم؟!

أليس قوله "يجب أن نتفاهم لنختار الأصلح" والشبيه بمعزوفة "نرفض مرشح التحدي"، هو إستخفاف بجوهر الديمقراطية القائمة على التنافس والتحادي بسلمية في صناديق الاقتراع؟! إن تمت مجاراته بالقول "التفاهم يحتاج إلى تنازلات"، فهل التمسك بترشيح سليمان فرنجية رمز من رموز محور الممانعة هو من وجوه التنازلات؟!!

قمة ثلاثية "الإستغباء والإستعلاء والإستخفاف" قول رعد "نختار من لا يثير العداوات والإنقسامات ولا يحرض"، "من يتحمل مسؤولية أن يصالح اللبنانيين فيما بينهم ويقدم أمثولة في هذا التسامح والتصالح"، "لا نريد أحد تاريخه دموي ودمر ما كان يحلو له أن يدمر عبر حقبات مر بها البلد"… فكيف لمن يحترف إثارة العداوات والانقسامات والتحريض، كيف لمن ليس فقط تاريخه بل حاضره دموي مثبت بالاحكام القضائية والافعال العلنية من إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الشهيد هاشم السلمان و"7 أيار" أن يحاضر بالسلمية وهو في آن يتمسك بمرشح لا تخلو مسيرته من الدموية؟!!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: