أرسل الأمين العام "لحزب الله" السيد حسن نصرالله رسائل عدة في اتجاهات متعددة غلب عليها طابع القلق الذي فرضته أحداث الطيونة-عين الرمانة وتداعياتها السياسية مستقبلاً على خريطة التموضع في البلاد بعد ردود الفعل الشعبية المؤيدة للقوات التي عاكست مواقف القيادات من دون مواربة حتى باتت المعالجات السياسية أبدى من المعالجات الميدانية والخسائر البشرية التي أثبت "حزب الله" قدرته على استيعابها وقد أطلق نصرالله في شأنها مواقف أقل حدّة من الأجواء التي سبقت كلمته المتلفزة والمقروءة.
يدرك السيد نصرالله منذ زمن بأن "القوات اللبنانية" تتموضع خارج مربعاته الأمنية والسياسية بالجملة والمفرق ويشكّل الطرفان خطان متوازيان استراتيجياً، ويشكّل ردّه للمرة الأولى على القوات ومواجهتها اعترافاً صريحاً بأن اللعبة السياسية الداخلية قد تغيّرت بعدما نجحت القوات في محطات متتالية في مسار فك الإرتباط داخلياً مع ما يجري في عواصم العالم من لقاءات بين إيران وعدد من دول المنطقة والعالم وعزل لبنان عن النتائج السلبية لتلك المفاوضات.
الرسائل الإستباقية التي وجهها السيد نصرالله أراد أن يصغي إليها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط للحؤول دون أي محاولة تقارب مع القوات اللبنانية وصولاً إلى رأب الصدع بين ثلاثية "١٤ أذار" والتحالف في الإنتخابات القادمة بعد تماهي قواعدهما مع القوات، وضمّن خطابه العصا والجزرة إدراكاً منه بأن نأيهما بنفسيهما لن يستمر طويلاً لأسباب داخلية تتعلّق بالمزاج الشعبي وخارجياً كون إعادة التحالف بين الثلاثي من شأنه ليس قلب الأكثرية بل عزل "حزب الله" وتعريته من أي غطاء ويبدد غيوم العلاقات بينهما ودول الخليج. كيف سيتلقى المستقبل والإشتراكي تلك الرسائل الممهورة بمئة ألف مقاتل؟