لا ينكفىء فريق الممانعة عن المطالبة بعقد طاولة حوار لمعالجة أزمة انتخابات رئاسة الجمهورية، واضعاً كلّ مسؤولية الشّغور والازمات التي تتولّد عنه على كاهل مَن يرفض الحوار، حيث تولّى حزب الله قيادة هذه الحملة، آخرها ما أدلى به كلّ من الشيخ نعيم قاسم والنائب حسين الحاج حسن.
في المقابل، تقود “القوّات اللبنانيّة” حملة الدّفاع عن المسار الدّستوري توازياً مع تعريتها مخططات “الممانعة” التي تسعى لها من خلال “الحوار”، حيث أكّد مجدداً رئيس “القوّات” سمير جعجع أنّ “الدعوة لطاولة حوار رسمية ليس هدفها الحوار وستنتهي إلى لا شيء وتُساهم في تعميم مسؤولية التعطيل على الجميع”.
وقد فرّغ جعجع دعوات الممانعة من أساسها، مع إشارته إلى أنّ الحوارات حول الملف الرئاسي تحصل بين جميع القوى السياسية عبر اللقاءات الثنائية، منها ما يُقدم عليه رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، على سبيل المثال.
وفي حين يعتبر بعض خصوم حزب الله بأنّ الدعوة إلى الحوار هي وسيلة ملغومة من الحزب لفرض مرشّحه الرئاسي من جهة والالتفاف على الدستور من جهة ثانية، جدّد جعجع دعوته رئيس المجلس النيابي لعقد جلسةٍ مفتوحة في دوراتٍ متتالية، يفصل بين كلّ منها ساعة من الوقت للتشاور بين الكتل حتى انتخاب رئيس، فهل يستجيب بري أو أنّ الحوار لا يحصل إلا على طاولة مستديرة بعشرين رأسٍ ورأيٍ مع ما قد يُنتجه ذلك من حوار عقيم لن يوصل لنتيجة؟