جنبلاط يحفظ دائماً “خط الرجعة”… والغزل السياسي يتصدّر علاقته مع حارة حريك!

walid jomblat

وحده الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، يحفظ دائماً “خط الرجعة” مع كل الاطراف السياسية، لانه إتبع الخط الوسطي والانفتاح على الجميع، مفضّلاً الحوار في الملفات والاستحقاقات الهامة، لذا ينادي دائماً بالتروّي والحكمة قبل إتخاذ اي قرار، خصوصاً مع حزب الله الذي لا يعاديه لوقت طويل، بل يهادنه لوقت أطول، ويرسل الغزل السياسي في اتجاه حارة حريك فاتحاً الدروب نحوها، وما زال يحافظ على هذا النمط منذ فترة ويبدو انه سائر بها، لانه جرّب كل الاتجاهات من اليمين الى اليسار، فعاد ليستقر مع حزبه و”اللقاء الديموقراطي” في خط وسطي، جعله يتميز عن باقي الافرقاء السياسيين المتناحرين حتى اليوم، فيما جنبلاط هادئ ومستقر على مواقفه، لا يريد ان يعادي أحداً في هذه الاوضاع والاجواء السياسية القاتمة.

الى ذلك، التزم جنبلاط مراراً بما يشبه الصمت في بعض الملفات الصعبة، مستعيناً بالمحادثات والمفاوضات قبل إعلان الرأي النهائي، خصوصاً اذا كان يناقض موقف حارة حريك، وبدورها لا تردّ في معظم الاحيان على تصاريح جنبلاط، خصوصاً حين كان في الضفة الاخرى، اي هنالك ما يشبه العلاقة المستمرة غير القابلة للقطيعة بين الطرفين، وهي لم تصل في اي مرة الى ذلك، بوجود الوزير السابق غازي العريضي الذي يحظى بعلاقة جيدة مع مسؤولي حزب الله منذ سنوات، وهو الوحيد تقريباً من “الاشتراكيين” الذي لم يهاجم الحزب مرة.

وسط هذه الايجابية تتواصل اللقاءات منذ اشهر بين جنبلاط ونجله النائب تيمور ونواب “الاشتراكي”، مع بعض نواب ومسؤولي حزب الله، لتنظيم التباين وتقليص المسافات المتباعدة بين الحزبين.
هذا الانفتاح على حزب الله، يترجم كل فترة بلقاء في كليمنصو، للمواصلة والبحث في كل المستجدات والاستحقاقات، خصوصاً في الملف الرئاسي، بعدما أخذ ملف التمديد لقائد الجيش الوقت المطلوب لحله، واليوم يبدو ملف التعيين في رئاسة الاركان، الطبق الاساس بين الطرفين، لكن بصورة خفية، في إنتظار المفاوضات والرهان على التوافق.

وعلى الخط الرئاسي، ووفق المقرّبين من جنبلاط، فالاخير لن يدعم مرشحاً لا يوافق عليه حزب الله، والايام المقبلة ستؤكد ذلك، لانّ زعيم المختارة لن ينزلق سياسياً كما يرى البعض، فهو يدعو الى الحوار والتفاهم مع الجميع، واتخذ الخيار الصحيح من خلال مناداته بالحوار، الذي لا بدّ في نهاية المطاف، من أن يُحدث خرقاً في جدار الأزمات، وبالتالي فالمختارة ليست مع محور ضد آخر، بل تنادي بالوسطية.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: