ترتفع بشكل يومي أعداد الأشخاص الذين يغرقون في البحر أحياناً وفي بعض الأنهر على امتداد الأراضي اللبنانية أحياناً أخرى، من دون أن تؤدي الأرقام المتزايدة إلى أي تغيير في المقاربة أو التعاطي مع هذه الظاهرة المأساوية.
واللافت بحسب الإحصاءات الأخيرة أنه من بين ١٢٠ حادثة غرق تم تسجيلها، فإن ٩٥ منهم هم شبان من المواطنين السوريين الذين ينزلون إلى البحر في بعض المناطق، حيث تغيب الرقابة وتكثر الحوادث وتكاد تكون يومية.
الجهة الوحيدة التي تعمل على الإنقاذ والتدخل في أي مكان تحصل فيه مثل هذه الحوادث هي وحدات الإنقاذ البحري في الدفاع المدني، والتي يشكل عناصرها جنوداً مجهولين يقومون بالمهام الصعبة ويعملون على تنفيذ عمليات البحث عن الأشخاص الذين يتعرضون لمثل هذه الحوادث في أماكن بالغة الخطورة مما يعرض حياتهم للخطر الشديد.
وقد سُجل التدخل اللافت لمجموعة الإنقاذ البحري غداة جريمة إنفجار مرفأ بيروت العام الماضي، حيث عملوا لأيام وأسابيع في التفتيش عن الضحايا الذين أصيبوا أو دفعهم الإنفجار الى البحر.
وفي الأمس القريب، قام هؤلاء الجنود المجهولون بعملية بحث عن جثة شاب سوري يبلغ من العمر ١٩ عاماً نزل الى البحر في منطقة أملاك خاصة على شاطىء الذوق، واستمرت جهودهم يوماً كاملاً اضطروا خلاله الى الغطس والإقتراب من منطقة صخرية خطرة حتى نجحوا وللأسف في انتشال جثة الشاب الغريق.
الأمثلة كثيرة والحوادث بالمئات، ولكن هذا الواقع يطرح مسألتين أساسيتين: الأولى هي التوعية الضرورية والتحذير من السباحة في أماكن خاصة لا رقابة فيها ولا قدرة على التدخل السريع للإنقاذ، والثانية هي الإلتفاتة الضرورية إلى وحدة الإنقاذ البحري التي لم تتأخر يوماً عن المجازفة من أجل تنفيذ عمليات الإنقاذ.
وتبقى من موقع Leb Talks تحية وكلمة شكر إلى المواطن المقدام يتحدى الصعاب ليقف إلى جانب إخوته في الإنسانية وفي الوطن.
