قال الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبو صعب عبر حسابه على منصّة "إكس": "في موضوع أحداث السويداء، ما يحصل أن الأحداث تتخذ طابعاً خطيراً وخطيراً جداً، فنحن ضد مشروع تقسيم سوريا الذي هو مشروع إسرائيلي مزمن، وفي نفس الوقت ضد اضطهاد أي مكون سوري مهما كان بالقوة. أغرب ما نشهده في الحسابات الجيوسياسية، هو انقسام بين فريق مدعوم إسرائيلياً جنوب سوريا وفريق عروبي.
كما اعتبر أن الغريب أن تنحو الأحداث ليس منحى مواجهة بين حكومة دمشق ومكون سوري، بل وأيضاً بين مكونين سوريين: سني ودرزي، بدليل المواجهات بين السويداء والعشائر العربية التي انضمت إلى حكومة أحمد الشرع، والتي تشهد منذ الساعات الماضية هبة عشائر لبنانية من وادي خالد لنصرة تلك العشائر التي تواجدت تاريخياً في المنطقة بين السويداء ودرعا.
وأشار إلى أن المشهد الأوسع تمخض عن بروز معسكرين، بدأ كل منهما يخرج عن نطاق السويداء إلى ما هو أبعد: معسكر خليجي تركي سني داعم لنظام الشرع، ومعسكر إسرائيلي درزي داعم لمشروع الأقليات.
وأكد أن أصواتاً درزية ظهرت تفتخر بالحماية الإسرائيلية وترفع أعلام إسرائيلية في السويداء، مقابل بروز هاشتاغات على مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بالنفير العام لأهل السنة ضد ما يعتبرونه "خونة الداخل".
وأوضح أن أجندة إسرائيل تشمل السويداء ودرعا، والمعروف أن الشيخ حكمت الهجري من أشد المعارضين للثورة السورية على نظام الأسد، وقد كانت له علاقات معه ومع الإيرانيين، ما لا يراه الخليجيون بعين الرضى، خاصة وأن ثمة مخطط تهجير للعشائر العربية السنية المتأصلة في أرضها من السويداء ودرعا لخلق المنطقة العازلة والآمنة إسرائيلياً في جنوب سوريا.
واعتبر أن الوضع خطير جداً على سوريا ولبنان، والأميركيين يحاولون كبح هجمة إسرائيل وتسريع آليات التطبيع، تمهيداً لإيجاد ما يمكن أن يعتبر نسخة منقحة من اتفاقية فصل القوات في الجولان لعام 1974، تنهي النتوءات التي تسبب بها سقوط الاتفاقيات مع سقوط الأسد.
وقال إن الأخطر قد يحصل خلال هذا الوقت، فالعشائر هبّت من كل المحافظات السورية وبعض مناطق لبنان لمقاتلة الدروز في السويداء.
وختم معتبراً أن المؤسف أن يختلط الأمر بين توحيد سوريا ومقاتلة مكون منها، وبين مشروع توحيد سوريا ضد مشروع تقسيمها الذي يديره الإسرائيلي مرتاحاً ومطمئناً، بحيث قد تتحول المسألة إلى مواجهة سورية - إسرائيلية قد تبدو بعيدة، لكن لا أحد يدري كم سرعة دوران الأحداث وتطورها".