أشار الكاتب والمحلل الجيوسياسي جورج أبوصعب إلى أنّ "رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى الـ٤٧ لتغييب الإمام موسى الصدر إلى حوار، والسؤال البديهي الذي يطرح: حوار على ماذا؟ إذا كان الحوار حول سلاح الحزب، فبري أول من يعلم أنّ موضوع السلاح بات قراراً حكومياً رسمياً رفعت من خلاله الدولة الغطاء الشرعي عنه، كما أن الرئيس بري يعلم ذلك أكثر من أي أحد".
واعتبر أبوصعب أنّ "الرئيس بري الذي يلتقي ويستقبل تباعاً الموفدين الأميركيين والمبعوثين الأميركيين الرئاسيين والدوليين، يسمع منهم ما يسمعه حول السلاح وخطة إنقاذ لبنان وإعمار الجنوب… ثم عن أي حوار لا يزال يتكلم الرئيس بري، ولبنان نصفه مدمر، ولا يزال الحزب يتعرض يومياً لهجمات إسرائيلية تستهدفه، بحيث أن الحوار الفعلي بات يجب أن يكون مع إسرائيل عبر الأميركيين لا مع اللبنانيين الذين يصطفون خلف دولتهم وجيشهم، خاصة في ظل غياب البديل أي الحل العسكري، وعجز الحزب يومياً عن رد العدوان المستمر عليه وعلى عناصره وقيادييه في المناطق، وضعفه الميداني واختلال إسرائيل نقاط في الجنوب".
أضاف أنّ "أي حوار لبناني–لبناني لن ينفع بعد الآن، وقد تجاوزنا كل منطق وحسابات الأمس الداخلية، وبات الحزب مكشوفاً إقليمياً ودولياً وحتى داخلياً. ثم أي حوار يمكن أن يتم بعد أن كلفت قيادة الجيش بوضع خطة لحصر السلاح، ما يوجب على الجميع، وأولهم الحزب، الامتثال لقرارات الدولة. الرئيس بري لا يزال يعمل بمنطق الماضي، لكن الأحداث تجاوزت أساليب حكم لبنان السابقة، والأميركي يقف وراء إسرائيل في تنفيذ الشرق الأوسط الجديد، وإيران أضعف من أن تواجه عسكرياً وقد تلقت الصفعة الكبيرة مؤخراً، ولم يعد أمامها إلا الهروب إلى الأمام بتفعيل أذرعها التي لا تزال تتمتع ببعض الحياة، والحرب أولها".
وافاد أبوصعب بأنّ "منطق الحوار أصبح حقاً يراد به باطل، متمثلاً بمحاولة تمييع الاندفاعة الرسمية للدولة نحو حصر السلاح، ومحاولة إعادة عقارب الساعة إلى أيام حكم الثنائي للبنان، الأمر الذي تجاوزه الزمن، ولم يعد أمام الثنائي وخاصة أمام الحزب، إلا التسليم بالأمر الواقع الذي أوصل نفسه إليه بنفسه بعد فشل مغامرته، حوّل اسناد غزة وبات بحاجة لمن يسنده، وبالتالي التسليم بحصر سلاحه بيد الدولة التي تبقى أولاً وآخراً ضامنة له، وبمصلحة البيئة الحاضنة أكثر بكثير من إسرائيل والأميركيين، يوم لن ينفع الندم بعد خراب ما تبقى من سلاح وبيئة".