أيها اللبناني، الأيام الثلاثة المقبلة هي أيام حداد رسمية في لبنان، ليس حداداً على أرواح ضحايا انفجار مرفأ بيروت، ولا على أرواح ضحايا انفجار التليل في عكار، ولا حتى على أرواح ضحايا مراكب الموت في طرابلس، الذين ما زالت جثثهم حتى اليوم مفقودة، لا ولا حداد حتى على خسارة شاب في الوسط الفني وسيدة ترافقه بسبب إهمال الدولة وفسادها، بل حداد على وفاة الملكة اليزابيث الثانية، هذا هو السبب، ستُنَكَّسُ الأعلام اللبنانية على الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات و تُعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون “بما يتناسب مع هذا الحدث الأليم”.
هو التملّق العظيم يا سادة، فلو “عصفت في الصين تُمطِر عندنا” إنما هذا القرار العجيب يأتي في أيام يمّر بها لبنان لم تمّر عليه من قبل، فالأعلام أصلا منكّسة وقلوبنا في حداد دائم، ما زال اللبنانيون، يا حضرات المسؤولين، محزونين على ضحاياهم في الجرائم المذكورة أعلاه، ما زلنا في حالة حداد منذ ٤ آب ٢٠٢٠، أتذكرون ذلك النهار المشؤوم الذي لا زلتم تحاولون حتى اليوم الإفلات من عقابه؟
لا بل ما زلنا في حالة حداد منذ ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٩ منذ مقتل الثائر علاء أبو فخر أتذكروه؟ ماذا عن حسين العطار ؟ أو أحمد توفيق و فواز السمان وعمر طيبة؟ أتعرفون من هؤلاء أصلا؟نكّسوا أعلامكم نعم، نكّسوها وتملّقوا على العالم بأسره، لكن تأكدوا أنه عندما تأتيكم الساعة، أعلامنا نحن ستُرفَع احتفالاَ، لبناننا سيقف مجددا قوياً بدونكم، بشيبه وشبابه ونسائه وأطفاله، وسيقف منتصراً على كل ما فعلتموه به، علم لبنان سيُرفَع عندما تسقطون جميعكم!