هل دخل الإستحقاق الرئاسي في مرحلة البحث الجدّي؟ سؤال متداول في الأوساط المحلية والديبلوماسية في ضوء تسارع وتيرة التحرّكات واللقاءات والمواقف التي حصلت في أكثر من اتجاه، وفي مقدمها حركة السفيرة الفرنسية آن غريو والسفير السعودي وليد بخاري، واللذين باشرا جولةً جديدة من المشاورات في ضوء خروج المواقف والترشيحات إلى العلن ووضع كل فريق سياسي بأوراقه وخياراته "المعلنة" على طاولة النقاش.
ووفق متابعين لهذه الجولة، فإن معطيات بدأت تُنقَل بين المقرات بعيداً عن أي ضجة إعلامية، في ضوء معلومات متداولة عن أن ما من جديد في هذا المشهد، وذلك على مستوى توجيه دعوة وشيكة للمجلس النيابي للإجتماع وانتخاب رئيس الجمهورية، وذلك على الرغم من كل ما تمّ تسريبه أخيراً عن أن الجلسة الإنتخابية سوف تسبق بداية شهر رمضان. إلاّ أن المتابعين، يكشفون أن هذه الدعوة لن تتأخر ولكنها لا تحمل أي مؤشر على حصول الإنتخابات، بل ستكون بمثابة "بروفا" بعد المتغيّرات الأخيرة التي حصلت، ولا سيّما ترشيح "الثنائي الشيعي" لرئيس تيار "المردة" النائب السابق سليمان فرنجية، وذلك، بانتظار ما سيقوله فرنجية الأحد المقبل.
وعلى هذه الخلفية، يشير المتابعون، إلى أن الرئيس نبيه بري، وفي حال دعا لجلسة انتخاب قبيل بداية شهر رمضان، فذلك مردّه إلى محاولة "جسّ" نبض الكتل النيابية المختلفة، بمعنى أنها قد تسبق جلسة انتخاب الرئيس، ودون ذلك، فإن رئيس المجلس النيابي لم يعد في وارد العودة إلى المرحلة الماضية من تعدّد الجلسات، دون طائل أو نتيجة إيجابية.
لذا، وربطاً بالتحرّك السعودي، فإن الأيام القليلة القادمة ستشهد حراكاً لافتاً على خطّ الإستحقاق الرئاسي داخلياً وخارجياً، وفي طليعة ذلك، ما سيقدم عليه الرئيس بري من خطوات تمهيدية ترتبط بالوصول إلى عدة عناوين، أولها معرفة كيف يمكن العمل على تأمين 65 صوتاً لفرنجية، وثانيها أن عين التينة تعمل على تنفيس الإحتقان السياسي الذي أعقب ترشيح فرنجية، وتهيئة المناخات والأجواء المناسبة لجلسة انتخاب الرئيس تجنباً لأي تصعيد قد يؤدي إلى نسفها.
وبالتالي، يكشف المتابعون، عن لقاءات واتصالات يقوم بها رئيس المجلس، مع معظم الكتل النيابية وموفدي بعض المرجعيات السياسية والحزبية، كما أنه، وكما سائر الأطراف والمكوّنات السياسية، يترقّب وينتظر ما ستؤول إليه بعض المحطات العربية والدولية.
ويخلص هؤلاء المتابعون، إلى أن هذه المحطات والتي تحمل طابعاً تصعيدياً، تنعكس بأشكال مختلفة على أكثر من ساحة في المنطقة، إلاّ أن لبنان، قد يكون من أكثر المتأثرين بنتائجها، ولا سيّما إقتصادياً ومالياً، وعلى كل الأصعدة، وفي مقدمها طبعاً على صعيد الإنتخابات الرئاسية التي دخلت منعطفاً جديداّ.
