تشي الجولة الأخيرة من الحرب الدائرة في عين الحلوة، بعدم جدوى الإتفاقات والتفاهمات لوقف إطلاق النار في المخيم.
فبعد الأسبوع الأول على بدء جولة الإشتباكات الثانية، لم تصمد كل الحلول والمساعي والمحاولات لوقف القتال أمام السيناريو المرسوم للساحة الفلسطينية في أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان، فعادت الإشتباكات بوتيرة أعنف من الأيام السابقة، واستُخدمت فيها أسلحة وصواريخ حديثة هددت المنطقة المحيطة بعين الحلوة، حيث تعطلت الحياة وتوسعت دائرة الخطر والضرر على مدينة صيدا.
ووصلت الاشتباكات البارحة إلى ذروتها وفق مصادر فلسطينية في المخيم، والتي تحدثت عن احتدام جبهات ومحاور القتال دفعة واحدة حتى ما بعد منتصف الليل لتتوقف على جبهة حي حطين – جبل الحليب من الجهة الجنوبية – الشرقية للمخيم وتستمر متقطعة على المقلب الآخر من الجهة الشمالية في محور البركسات – الطوارىء.
واللافت بحسب المصادر ، استخدام القنابل المضيئة للمرة الأولى في سماء المخيم كما سماع دوي انفجار القذائف في أماكن بعيدة من عمق المخيم. كذلك اشتعلت الحرائق داخل المنازل الواقعة في محاور الاقتتال والأماكن المستهدفة، بينما استمر نزوح الأهالي من أحياء جديدة نتيجة اشتداد القصف العشوائي.
ولا تزال الإشتباكات مستمرة صباحاً بعد تراجع لساعات قليلة بعد منتصف الليل، ما يؤشر إلى أن السيناريو الإقليمي بتغيير قواعد اللعبة في عين الحلوة وعلى الساحة الفلسطينية لن يتوقف خصوصاً وأن جهات فلسطينية توجه أصابع الإتهام إلى أطراف داخلية فلسطينية ولبنانية بالدخول على خط القتال الدائر لتغيير التوازنات العسكرية فيه وسحب القرار الأمني من يد حركة “فتح”.
الجولة التي وصِفت بالأعنف تجددت صباحاً على المحاور كافة. أما حصيلتها منذ اندلاعها الخميس الماضي فهي 15 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً.