حزب الله …التخوين المطّاطي

11810949-1704984181

لم ينفك حزب الله منذ ما قبل بيان التأسيس في 16 شباط 1985 على تخوين ورمي تهم العمالة للصهيونية والامبريالية والاستعمار وصولا الى هدر دم كل من خالفه في الرأي او عارضه في الموقف او التصرّف.في التاريخ الحديث المعاصر وخاصة في الفترة الممتدة من 2004 وحتى الساعة كان للقوى السيادية الحصة الأكبر من التخوين وهدر الدم قولا وفعلا… ولم يوفّر الحزب حتى ابناء طائفته وأبناء بيئته بالذات من هذا “التسلط والتسلبط” بما عرف يتندر اللبنانيون عليه بما قبل السحسوح وبعد السحسوح”.

بعد اشعال جبهة الجنوب بعود ثقاب حزب
الله على ما أعلن نصرالله في 3 تشرين الثاني 2023 ارتفعت انتقادات وتساؤلات القوى السيادية المعارضة محذرة ومتخوّفة من عدم جدوى الاشعال والاشغال في الحرب التي قد تجرّ وبالا وويلا على اللبنانيين ولن تعود على غزة وأهلها بأي منفعة أو فائدة ووقف الحزب بقيادييه واعلامه وابواقه وجيوشه الالكترونية أمام هذه الانتقادات موقف المهدّد المخوّن والمتهم بتواطؤ المعارضين على المقاومة وعلى الوطن.

علما ان ما رأيناه وسمعناه وقرأناه في مضمون انتقادات القوى السيادية المعارضة للحرب المعلنة ورد في محطات قليلة على لسان حلفاء حزب الله وكان آخرها على لسان الرئيس السابق ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل وكان قد سبقهما محطة رئيس حزب التوحيد العربي العربي وئام وهاب.

-يقول وهاب في 13 كانون الأول 2023: “أدعو الحزب لوقف العمليات ضد إسرائيل من جنوب لبنان، لم أشعر رغم التضحيات الكبيرة التي قدمها الشهداء وأهل الجنوب، أنها خففت من الضغط على غزة، بل استمر الضغط وزاد… ولم تحقق العمليات النتائج المتوقعة. الإسرائيليون منن بحاجة الى الفرقتين اللي حاطينن بشمال ‎إسرائيل ولديهم ما يكفي من الجنود في حربهم على ‎غزة. هذا الموضوع يضغط كثيرًا على لبنان وقد عطّل كل شيء في البلد وما فينا نكفي بتعطيل كل شيء في لبنان. خلص، تعبنا تعبنا …”

اما عون فيقول في 19 شباط 2024
“القول إن الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء إسرائيلي على لبنان هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر بل يزيده…لسنا مرتبطين مع غزة بمعاهدة دفاع ومن يمكنه ربط الجبهات هو جامعة الدول العربية، لكن قسما من الشعب اللبناني قام بخياره، والحكومة عاجزة عن أخذ موقف، والانتصار يكون للوطن وليس لقسم منه…كل حل يتطلّب الاعتراف بالآخر والقبول بالشروط المتبادلة، وإلا فالنتيجة الاستمرار بالحرب حيث يفرض الرابح في النهاية شروطه على الآخر”

قال جبران باسيل في 20 من الجاري مكملا مستكملاً: “أنّنا ضد ربط وقف حرب الجنوب بوقف حرب غزّة ولسنا مع استعمال لبنان منصّة هجمات على فلسطين المحتلّة وأنّ على لبنان أن يدعم ما يريده الفلسطينيون لا أن يقوم هو به عنهم…هناك خيط رفيع بين الحرب واللا حرب ومسؤولية من يسير عليه ويقرّر عن وقوع الحرب أو عدمها لأنه هو من سيتحمّل وحده مسؤوليتها في حال وقعت، وعليه أن يعي أنّ الناس، ونحن على رأسهم، سنكون معه أو ضدّه بحسب صوابية قراره… هو يتحمّل مسؤولية وحدة البلد إذا انقسم اللبنانيون حيال وقوع الحرب وحيال الملّف الداخلي المتمثّل بخطر إقصاء المسيحيين بالتدرّج عن الحكم وإدارة الدولة بدءًا من اختيار رئيس نيابة عنهم أو منع انتخاب رئيس وضرب الشراكة…إذا صار الانقسام بدل ما نكون بحديث واحد اليوم عن حماية البلد من الإسرائيلي صار لازم نحمي حالنا من خطر الممارسات السياسية لشركائنا بالوطن”.

اذا لقد تخطى “الثلاثي” المذكور أعلاه بما ورد على السنة المذكورين ما قاله وساقه الاقطاب السياديين المعارضين للحزب ولحربه ولما يكتبه كتّابهم ومغرديهم على التواصل الاجتماعي… بالمقابل لم تكن ردّة فعل الحزب وقيادييه من موقف وهاب سابقا وموقف عون-باسيل لاحقا كمثل ردات فعلهم على معارضيهم الفعليين المبدئيين الثابتين ربما لعلم الحزب ان المواقف “الحليفة” هي تصفية لحسابات ضيقة بدأت بسقوط وهاب في الانتخابات النيابية في 2022 لتستكمل في ترشيح فرنجية والتمديد لقائد الجيش وتعيين رئيس الأركان واداء الحزب ضد التيار الوطني الحر في مجلسي النواب والوزراء وملفات ثانوية أخرى لا علاقة لها لا بالسيادة مبدئيا ولا بقرار السلم والحرب على ما عوّدنا عليه التيار منذ توقيعه وثيقة تفاهمه مع حزب الله في 6 شباط 2006 والتي يتناقض مضمونها وخاصة في بندها العاشر مع ما ورد في تصريحَي مؤسس ورئيس التيار الوطني الحر.

مما تقدّم يتبيّن ان “اللازمات” التخوينية والتي اطلقت وتطلق عند صدور بعض المواقف على لسان مَن يعتبرهم حزب الله خصوما-أعداء تكاد تختفي وتحتجب عند صدورها نفسها على لسان من يتعامل معهم الحزب كأتباع وفي أحسن الأحوال حلفاء، وفي هذا يتعرّى الحزب ويسقط امام وطنية وموضوعية ومبدئية ومقاومة لطالما ادّعاها وما يزال.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: