بعد أن دفع حزب الله بحملات تحفيز قاعدة تيار المستقبل على الالتزام بخيار قيادتها بالاعتكاف السياسي ومقاطعة الانتخابات النيابية من خلال تظهير مشاركة الطائفة السنية في الاستحقاق القادم على أنّها طعنة في خاصرة الرئيس سعد الحريري ورسالة مفادها عدم الاكتراث بقراره، جاء الحراك السّنّي على أعلى مستوى ليُعيد حسابات حزب الله إلى الصفر.
لم يكن اللقاء الذي جمع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان مع الرؤساء نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتأكيدهم الثلاثي المشترك على وجوب إجراء الانتخابات وعدم مقاطعتها، سوى رسالة واضحة إلى خيار تثبيت حضور الطائفة السنية في المعادلة السياسية، توازياً مع تفهّم خيار الحريري والأسباب التي دفعته لذلك.
اللقاء ترك لدى حزب الله وفق مصادر مطّلعة، تخوّفاً كبيراً من استثمار القيادات السنية الروحية والمدنية لغياب الحريري والدفع نحو تأليب الرأي العام ضد الحزب، الذي حمّله الحريري مسؤولية ما وصلت إليه البلاد، ما سيؤدّي إلى ردّة فعل عكسية تُترجم بمشاركة عارمة لأبناء الطائفة عبر الاقتراع ضد لوائح الحزب بنسب غير مسبوقة.