“زار وفد قيادي من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة رئيس المكتب السياسي محمود أبو خليل، المركز الرئيسي للحزب الشيوعي في بيروت، حيث التقى عددا من قياديي الحزب برئاسة مسؤول العلاقات السياسية عضو المكتب السياسي الدكتور حسن خليل”
و”أن اللقاء جاء مكملا لسلسلة لقاءات تنسيقية بدأت بين الجانبين قبل فترة، حيث اتفقا على توسعة مروحة النقاشات في الفترة المقبلة انطلاقا من ثلاث ثوابت أساسية هي مقاومة العدو، كسر الحالة الطائفية ومكافحة الفساد”.
ننطلق من مطابقة الثوابت الثلاث المعلنة مع الحالات التطبيقية لها على ارض الواقع وفي الوقائع
1-مقاومة العدو:لا يغيب عن بال او ذاكرة أحد ان الحزبَين الآنفين الذكر كان السبّاقين في مقاومة العدو الاسرائيلي وسقط لهما شهداء استشهاديون وشهيدات استشهاديات من الحزب السوري القومي الاجتماعي بأجنحته كافة، والحزب الشيوعي اللبناني الذي كان له الدور الريادي والتأسيسي لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية “جمول”.
طبعا لن يغيب عن بال أو ذاكرة أحد ان مهمة ورسالة “مقاومة الحزبين المذكورَين للعدو” انما توقفت انتهت وحتى “صُفّيت” تحت ضربات ومعارك وهجمات وحروب المقاومة البديلة المتمثلة ب”المقاومة الاسلامية في لبنان” التسمية المعتمدة من حزب الله لمقاومته والمحببة على قلبه وعقله وايمانه.
2-كسر الحالة الطائفية:وهي ثابتة في أدبيات وكتابات وكتب وكتّاب الحزبين العلمانيين العقائديين وتعد كلها منسجمة مع تفاصيل العقيدة المنضوي تحتها وفي ظلها وفي خدمتها المحازبين والمنضوين والمؤمنين بها.الا ان الأدوار والافعال التي قام بها الحزبان والاصطفاف التي تموضعا فيه وما يزالان يشي بعكس ما يبشّران، ويؤدي بما ينفذان الى كسر وتحطيم الحالة الاممية العلمانية لصالح صاحب مشروع الجمهورية الاسلامية الدينية المذهبية في لبنان.
الحزب القومي السوري الاجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني كانا في فترة الحرب فصيلين مؤتمرين، على سبيل المثال في الحركة الوطنية التي يرأسها الزعيم الدرزي الطائفي كمال جنبلاط ومن بعده نجله وليد وخاضا حروبا حملت الطابع الطائفي، وكان ابرز واسوأ مظاهرها التطهير الطائفي في مناطق نفوذ الحركة والمجازر والذبح على الهوية.
وفي مرحلة السلم بعد اتفاق الطائف لم يخرج الحزبان العلمانيان من تحت عباءة النظام السوري القامع والمُحبط للمسيحيين، وبعد انسحاب الجيش السوري تلحّف الحزبان غطاء وعباءة حزب الله حزب الثورة الاسلامية في لبنان، المؤمن بولاية الفقيه الايراني المطلقة صاحب مشروع الجمهورية الاسلامية في لبنان، كما لم تخرج مواقفهما السياسية محليا واقليميا ودوليا عن موقف الحزب ومحوره ورأسه الجمهورية الاسلامية في ايران.
3- مكافحة الفساد:ان كل ما سبق في الثابتتين المزعومتين يؤكد بما لا يقبل اي شك بأن كل من الحزب القومي السوري الاجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني، لم يكونا طيلة الفترة جمهورية الطائف الثانية الا جزءا من منظومة حاكمة او مشاركة او خاضعة وملحقة بتلك المنظومة، المصابة من هامة رأسها حتى أخمص قدميها بلوثة الفساد والافساد، والتحالفات السياسية في الانتخابات النيابية والنقابية والطلابية والتعيينات والحصص الوزارية والادارية في الدولة خير دليل على ما نقول.
في الواقع انحدر مستوى فعل الحزبين العقائديين العلمانيين، وكأنه يلغي العقيدة المزعومة علة وجود الحزبين وفخرهما بتمايزهما، ولتسقط معه الثوابت الثلاث المعلنة بلعنة البراغماتية التبعية للأحزاب الطائفية على ما بيّنّا أعلاه.