ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها النائب فؤاد مخزومي لحملات سياسية معروفة الأهداف، ومن الممكن تبيان الجهة المسؤولة عنها من خلال أسلوب وطبيعة إخراجها في أكثر من مجال وعبر عدة وسائل تواصل.
وإذا كان الهدف الظاهر يبقى التصويب على نشاط وبرامج ودينامية النائب مخزومي السياسية والإنمائية، التي تطبع عمله على مستوى الساحة الداخلية عموما،ً والعاصمة خصوصاً، فإن محوره هو الإتجاهات السياسية السيادية بالدرجة الأولى، ومحاولة استغلال وابتزاز مخزومي، كما سائر القوى المعارضة والمستقلة، عبر تشويه سمعتها من خلال اختراع اتهامات أقلّ ما يُقال فيها أنها من صنع خيال كاتبيها، وحقد الفريق الذي يقودهم، والذي يدأب على التهديد والتخوين والتحريض على كل صاحب رأي حر في لبنان، ويحظى بحضور مشهود له في بيئته بشكل خاص، والبيئة اللبنانية بشكل عام.
أمّا الهدف الذي نجحت هذه الحملات بتحقيقه، فهو إثارة النقمة لدى كل من يطلع عليها، خصوصاً وأن هذه الوسائل لا تحظى بأي رصيد من المصداقية لدى الرأي العام، الذي لا يبالي بأية حملات من هذا النوع، والتي تنقلب على أصحابها وتثير الشبهات حول نواياهم الفعلية من مهاجمة من يعمل ويتغاضي عمّن يكتفي بالشتم والتحامل على الثوابت الوطنية، وللتذكير هنا، بأن الشجرة المثمرة هي التي تتعرّض للرشق.
فالنائب مخزومي، وسائر النواب المعارضين في بيروت أو على امتداد مساحة الوطن، يتعرّض لحملة مشبوهة هذه المرة، وهي لا تقتصر على وسيلة إعلامية واحدة، بل تشمل فريقاً مؤلفاً من عدة وسائل ومواقع، تُحرِّكها جهة واحدة تعمل على توجيه تهم “الفساد” من أجل الترهيب، عبر الهجوم على دار الفتوى من أجل التصويب على مخزومي، علماً أن هذه الجهة قد باتت واضحة وهي لا تخفي مواقفها التي تتقاطع مع الحملات الإعلامية في بعض إعلام الممانعة، ما دفع بالعديد من فاعليات العاصمة السياسية والأهلية، كما الروحية، إلى ردّ هذه الحملات إلى أصحابها، وهم الذين انقلبوا على كل المفاهيم السيادية، واصطفّوا في صفوف من خرق معادلة استقرار بيروت وشوّهوا صورتها وصورة قياداتها الوطنية، بعدما تسلّقوا المناصب مستغلين دماء الشهداء وتضحيات البيروتيين، ومن يدعمهم ووقف إلى جانبهم في وقت المِحَن والأزمات
