في إنتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الشهر الجاري، يكثر الحديث من قبل المعنيين بالملف الرئاسي، عن ظهور معطيات رئاسية جديدة ستطلق العنان لخيار ثالث، وخصوصاً من رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، الذي وجّه رسالة غير مباشرة الى الحليف السابق حزب الله، علّ المياه تعود الى مجاريها بينهما.
ومن هذا المنطلق تشهد الكواليس السياسية التابعة للتيار والحزب، وساطات بعيدة عن الاضواء بهدف ترميم العلاقة شيئاً فشيئاً، لكن المهمة تبدو شاقة وفق العارفين، فيما مصادر الطرفين تحاول إطلاق أجواء إيجابية، وتعتبر انه على الرغم من توالي الهزّات السياسية على علافة الفريقين منذ اشهر، فانها بقيت ضمن الاطار المعقول للهزات، اي لم تتحول الى زلازل، وسط تدخّل خفي من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون لضبط الوضع، وسانده في ذلك النائب باسيل، عبر إرسال الغزل المبطّن من فترة الى اخرى، وسط أخبار بأنّ الاخير التقى رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، فيما الحقيقة ووفق المعلومات فإن الرجلين لم يجتمعا، على الرغم من انّ المصلحة تقتضي بحصول هذا الاجتماع خصوصاً بالنسبة لباسيل، الذي لم يغب عنه بعد حلم الرئاسة، والتي كانت من ابرز الاسباب التي الحقت الضرر بعلاقته مع " الحزب"، بعدما وصلت الى اذهان حزب الله تأفف رئيس " التيار" من تلك العلاقة، التي وضعته في مغطس سياسي يصعب بعده تحقيق الحلم الرئاسي حتى اشعار آخر.
وإنطلاقاً من هنا فالتيار البرتقالي الذي يبحث عن كيفية إزالة الدروب الوعرة بينه وحارة حريك، يبحث منذ فترة عن حليف جديد فلا يجده، لذا يعمل باسيل وفق المثل الشائع "إحفظ قديمك لان جديدك لا يدوم لك"، اي ضرورة الحفاظ على خط الرجعة مع "الحزب".
وفي السياق ووفق المعلومات، بدأ باسيل بمهادنة الحزب، والاخير لم يرد بعد بل إكتفى بطلب وقف الهجوم العلني عليه، والمستتر والخفي من قبل اي نائب او مسؤول في حزب الله، او عبر المحازبين والمناصرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
فهل تعود المياه الى مجاريها انطلاقاً من هذه المهادنة؟ او يكون الوزير السابق جهاد أزعور، الذي دعمه باسيل مع بعض نوابه كمرشح رئاسي، سبب القطيعة النهائية بين الحليفين السابقين؟ او يتجه رئيس " التيار" نحو خيار ثالث كما قال لحظة إنتهاء الجلسة الرئاسية الاخيرة في 14 حزيران الماضي، للتخفيف من وطأة الخلاف مع حارة حريك؟
