وزعت إحدى الجهات الفاعلة على الأراضي اللبنانية 70 إستمارة لمعرفة رأي وردود الفعل لدى اللبنانيين حول القرار الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والذي يسمح بموجبه للمودعين بسحب مبلغ 25 ألف دولار من ودائعهم. الأكثرية بالطبع ( 45 إسماً) إعتبرت أن القرار هو كذبة، في ما أهمل الباقون الرد في تجاهل مقصود يغلب عليه طابع عدم التصديق، إذ بلغت جدية القرار “صفراً “بعد أن إجتاحت القرارات عقول المودعين وتركتهم تائهين بين المصارف وحاكميتها. المصادر المطلعة على المسار النقدي والمالي تعتبر أن هذا القرار، في حال تطبقيه، فسيضع الأمن في الميزان الدقيق، وخطورته تكمن في أن السحوبات ستتم في التاريخ الموعود والمحدد، بحيث يتوقع المراقبون تدفقاً هائلاً من أصحاب الودائع الذين سيحصلون على” fresh money” بكميات كبيرة تغري العصابات المسلحة التي ستكون متربصة على الموعد، والخشية من أن تترصدهم عبر كمائن برعت فيها تلك العصابات، علماً أن “التشليح “لن يقتصر على فئة واحدة من اللبنانيين بل سيتعداها الى الأكثرية من المعوزين بعدما فقد معظم المواطنون مدخراتهم ووظائفهم.
أما اذا كانت القرارات المصرفية المشار اليها غير دقيقة، فإن إدارات المصارف تتخوف من عودة الأشكالات داخل الفروع في هذا التاريخ الموعود، خصوصاً اذا سمع الزبائن عبارات مثل “لا قدرة لنا على تأمين هذه السحوبات”، فيجد المودع نفسه مجدداً أمام المصرف الذي وضع فيه جنى العمر ومثله موظف البنك العاجز في أوضاع مشتركة لا حول لهما ولا قوة سوى الصراخ الذي لا يسمن ولا يفيد.