كتبت كريستيان الجميّل
لبنان بين فكي الجوع والفوضى حتى الساعة، ولكن الغطاء الدولي او المظلة الحامية للاستقرار الهش ما زالت موجودة ولكنها مربوطة بخيط رفيع وبخطوة واحدة فقط باقية لتفصل ما بين بقاء السناتيكو الحالي وما بين الوقوع في هوة الخراب السحيقة.
ومن ابرز مؤشرات هذه اللوحة المرشحة لان تتكرس على الساحة اللبنانية، قرار مصرف "جي بي مورغن"، وهو آخر مصرف مراسل يعمل مع مصرف لبنان المركزي، بوقف التعامل كما فعلت مصارف اخرى في الاسبوع الماضي وبالتالي انقطاع الامدادات على انواعها وتوقف استيراد السلع الاساسية وبكلمة واحدة الجوع.
اما الموشر الثاني فيتمثل بخطوة "حزب الله" بالإعلان عن خطته للاكتفاء الغذائي لبيئته والتي تعكس خطورة المرحلة المقبلة خصوصا اذاكانت هذه الخطوة هي الاولى في مشروع لم يكشف النقاب عنه الى اليوم وانما عنوانه مواجهة الجوع الاتي.
أسابيع تفصل عن حسم الموقف الدولي الاميركي والاوروبي من السلطة او بعض اركانها التي تمنع خروج عملية التشكيل من النفق المظلم . وقبل الوصول الى هذا الموعد يجب على "حزب الله" أن يدرك الى أين يتجه بالواقع اللبناني لأنه لن يكسب إذا ربح نفوذاً في ساحات اليمن والعراق وسوريا وخسر في لبنان عندما تندلع الفوضى الأمنية.