في ذكرى 13 تشرين 1990 من كل عام، يستعين التيار الوطني الحر بهذا اليوم، لإطلاق المواقف النارية في كل الاتجاهات السياسية، على لسان رئيسه النائب جبران باسيل، فتغيب معالم الذكرى وشعاراتها السابقة التي بقيت حبراً على ورق، بعد إنقلاب المقاييس ومضيّ واحد وثلاثين عاماً ، على حدوث تلك المعركة بين العماد ميشال عون الذي كان يترأس حينها الحكومة الانتقالية والجيش السوري، فيعود بنا التاريخ الى ذلك اليوم الحزين، الذي قلب الاوضاع رأساً على عقب، فنضطر معه الى السؤال حول الجدوى من العودة بالذاكرة الى ذلك التاريخ الاليم؟، بعد ان تغير كل شيء، وإستجدت اوضاع لم تكن في الحسبان وتحالفات سياسية غريبة، وانقسامات لن تلتحم ابداً بحسب ما يشير المشهد السياسي في البلاد.فبعد كل الذي جرى ماذا بقي من تلك الذكرى سوى التمنيات بأن تكون هذه المناسبة وقفة إجلال وصلاة فقط، من أجل كل الشهداء الذين سقطوا، فيما نشهد احتفالاً يقام كل عام لإطلاق التأييد للزعيم، يغيب عنه الابطال الشهداء، ليُختصر بكلمات عابرة، وهذه السنة إختار التيار يوم ١٦ تشرين الاول لإحيائها، في مجمّع "ميشال المر الرياضي" على ان يشمل الاحتفال ايضاً إنتساباً للاعضاء الجدد، وكلمة نارية كالعادة للنائب باسيل ، فيما النائب شامل روكز فضّل الصلاة عن انفس الشهداء الذين سقطوا خلال تلك المعركة، عبر قداس الهي يقام اليوم في كنيسة الصعود في الضبيه، اما " الحرس القديم" اي المجموعة التي ساهمت في تأسيس التيار الوطني الحر، فتستذكر الشهداء بوقفة رمزية وإضاءة شموع، امام ضريح الجندي المجهول في المتحف مساء اليوم .اذا المناسبة واحدة وطرق الإستذكار مختلفة، اما الحقيقة الساطعة فتختصر بغياب المبادئ التي نبحث عنها فلا نجدها، اذ لم يبق سوى سراب من البطولات الكلامية، دفع ثمنها ابطال من الجيش اللبناني، سقطوا شهداء وجرحى ومعاقين، والذكرى الاليمة لم تعد موجودة إلا في اذهان اهالي الشهداء، وعائلتيّ الراهبين ألبير شرفان وسليمان أبي خليل، وضباط وجنود دير القلعة في بيت مري والمعتقلين الذين اختفت آثارهم .ذكريات باتت فقط في أذهان ودموع الامهات، المشهد إنقلب لكن أبطال المسرحية سقطوا وتخلوا عن ماضيهم، فإذا بالستار يُسدل امام نهاية لم يكن احد ليتمناها ، لتصبح الشعارات كلمات بكلمات ضاع إتجاهها الصحيح.
