ذكرى الإستقلال الـ 79... دولة مشلّعة تبحث عن منقذ خارجي!

علم-لبنان-الخراب-2

تأتي ذكرى الاستقلال هذا العام ولبنان على الركام والآنقاض، فلا رئيس ولا احتفالات ولا مؤسسات بل إنقسام سياسي، ودولة مشلّعة وشعب غارق في الهموم والمآسي، حزينة هذه الذكرى التي تحتفل بها كل شعوب العالم في اوطانها وتتباهى بها ، إلا نحن... لاننا لم نعش حقيقة هذا العيد سوى سنوات قليلة، شعرنا خلالها اننا ننعم بهذه الميزة، لكن سرعان ما كانت تؤخذ منا بسبب المتربّصين بوطننا، لذا يمّر تاريخ 22 تشرين الثاني من كل عام مع غصّة، فنستذكر ذلك التاريخ من العام 1943 حين بدا لبنان مستقلاً ضمن حدود معترف بها دولياً، لكن وعلى مّر الازمان عانى اللبنانيون من مواجهة الطامعين، ما جعل هذا اليوم يتراجع ليصبح وهماً في ظل حروب الاخرين على ارضه، ومن خلال الاحتلالين السوري والاسرائيلي اللذين عايشهما لبنان لفترة عقود من الزمن، إضافة الى وصاية قوى اقليمية تتحكّم من خلال فريقها في الداخل، وأوامر سفراء يطّلعون على كل شاردة وواردة . في حين ان ركائز الاستقلال تبدأ بالتحرّر من كل انواع الانتداب والوصاية والاحتلال، وتاريخ لبنان شاهد على كل هذا نظراً للحروب التي افتعلتها القوى الخارجية على ارضه، فجعلتها ساحات تصفية دفع ثمنها لبنان وشعبه.الى ذلك بدأ وهج هذا العيد يغيب بعد سنوات قليلة من العام 1943، مع دخول اللاجئين الفلسطينيين في العام 1948، حيث كان لهم جناح عسكري عبث بأمن لبنان على فترة عقود، بعدها جاءت ثورة 1958 التي ادت الى انقسام كبير في البلاد بفعل التدخلات الخارجية، وكالعادة انقسم اللبنانيون ما بين تيار مؤيد للجمهورية العربية المتحدة، اي وحدة مصر وسوريا بقيادة جمال عبد الناصر، وتيار مؤيد لحياد لبنان بدعم غربي وبتحالف مع العرب المعتدلين .

اما الحرب الابرز فكانت في العام 1975، التي أنتجت إحتلالاً سورياً للبنان لثلاثين عاما، انتهى بانسحاب الجيش السوري في نيسان من العام 2005، بالتزامن مع اعتداءات اسرائيل وحروبها واحتلالها، وخصوصاً حرب العام 1982 التي حوّلت اراضي لبنان الى ساحة قتال بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الاسرائيلي، ونتج منها احتلال للجنوب في حزيران من العام نفسه ودام حتى العام 2000، ما يؤكد أن لبنان لم يكن في اي حقبة صاحب القرار، بل كان ارضاً مستباحة للكل تدفع دائماً ثمن اخطاء الغير وتتحمّل نتائجها.وفي المرحلة الراهنة ندفع كل الاثمان، فلم نعد في دولة بل بتنا مجموعات منقسمة بفضل معظم سياسييها، الذين عاثوا فساداً وخراباً بوطن حتى اوصلوه الى النهاية، وإستعملوا ابناءه كوقود ليس اكثر، كم نحّن اليوم الى رجالات الاستقلال الحقيقيين امام ما نشهده اليوم من المتحكمين بنا.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: