بعد تناقل أنباء عن اقتراب وصول البواخر الإيرانية الى مرفأ بانياس في سوريا لنقلها برًّا الى لبنان والذي هو شيء ليس بجديد على “حزب الله” ، فهي تعتبر واحدة من عدة طرق سبق وتم استخدامها لإحضار الوقود إلى الحزب وذلك لتجنّب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات المترتبة من البواخر الإيرانية.
وإذ كشف موقع “تانكر تراكرز” لتتبع السفن عن موقع السفن الإيرانية المحملة بالوقود إلى لبنان، أنه تم رصد أول ناقلة في “حالة تأخر”، فقد كان لموقع LebTalksحديثا خاص مع الكاتب والباحث السياسي الدكتور مكرم رباح للبحث في ملف البواخر الإيرانية وحول تأثيراتها المتوقعة على الدولة اللبنانية.
وفي هذا الإطار يعتبر رباح “إن تأخر وصول البواخر انطلاقاً من أنها ليست مساعدة من إيران بل استقدمها رجال أعمال تابعين للحزب وسيتم تقاضي أموال مقابلها فهي نوع من تبييض أموال لحساب إيران”.
كما ويؤكد رباح أن “استقدام هذه المواد سيكون بصهاريج بطريقة غير شرعية من سوريا ما يجنّب الدولة اللبنانية من مسؤوليتها تجاه هذا الموضوع” إنما يستطرد د. رباح ” بأن هذا يعتبر نوع من أنواع محاولات استجلاب للعقوبات على لبنان من قبل الحزب وهذا ما سيضر لبنان على المدى الطويل”.
وفيما خص استغلال “حزب الله ” لهذه البواخر في بيئته الشعبية رأى رباح أن البيئة الشيعية كما سائر الشعب اللبناني يعاني ما يعانيه من أزمات “فلا بواخر ولا مواد بأسعار مقبولة بإمكانها أن تخفف من وطأة الأزمات إن كانت من قبل حزب الله أو من أي طرف ٱخر منفردا”، ويضيف أنه لا شك بأن “المحروقات الإيرانية لا تصلح للسوق اللبناني خصوصا وأن البنزين على سبيل المثال هو ٨٠ اوكتان الذي يؤدي الى تعطيل محرك السيارات، إضافة إلى أنه لا دليل على أن المحروقات الأخرى بإمكانها تشغيل المولدات أو حتى مطابقة للمواصفات المحلية”.
ويختم رباح معتبرا أن الكمية التي ستصل لن تكفي السوق المحلي، بحال لم يكن هناك تخزين أو تهريب، أكثر من حوالي أسبوع أو ١٠ أيام ، ما يعني ان كل هذا ليس إلا عمليات تجميل لواقع قبيح قام حزب الله والطبقة السياسية بإختلاقه للبنان.
إذا هي حلول ترقيعية كالعادة، إن وصلت، فقد بات من المؤكد أنه ليست فقط لن تحل أزمة المحروقات ، لا بل وستعرّض لبنان لعقوبات وأزمات بعيدة المدى وكأن البلد وأهله كان ينقصهم من تجاوزات حزب الله هذه الخطوة كي ينالوا من “العزلة” ما يضيف على ضيقتهم ضيقة إضافية.
