مع مواصلة انخفاض سعر "البتكوين" بعد تجنب المستثمرين كل الأصول الخطرة ، وذلك في ظل التوتر في الأسواق العالمية، ووصولها إلى أدنى مستوياتها منذ كانون الثاني 2021، يقول الخبير في الأمن السيبراني والتحول الرقمي رولاند أبي نجم في حديث مع موقع LebTalks إن "تراجع قيمة العملات الرقمية مرتبط بعاملين أساسيين: الأول يعود إلى التضخم العالمي الذي نشهده اليوم في ظل الأزمات المالية والإقتصادية التي ترتّبت جراء فيروس كورونا، التضخم الحاصل فيه الولايات المتحدة الأمريكية، الحرب الروسية-الأوكرانية، كذلك إرتفاع أسعار السلع عالميا والإرتفاع الكبير في أسعار البترول عالمياً أيضاً، وتكبّد شركات التكنولوجيا خسائر كبيرة.ووفق أبي نجم، فإن تكبّد العملات الرقمية هذه الخسائر هو في السياق الطبيعي لمجريات الأمور عالميا".أما في ما خص الأسباب المتعلّقة بالعملات الرقمية مباشرةً فهي عديدة ومن أهمها "عدم إرتكاز العملات الرقمية على أرضية تدعمها بعكس العملات الورقية كالدولار والليرة وغيرها التي تستند على الإقتصاد وأصول البلد التي تعطيها قيمتها ، أما العملات الرقمية فهي مرتكزة على ثقة الناس والمستثمرين فيها"، إذ يفصل أبي نجم بين "البتكوين" والعملات الرقمية الأخرى التي تُعتَبَر بدائل عن "البتكوين" التي هي الأساسية في هذا العالم، مضيفا " أنه مع بداية الأزمات الإقتصادية في العالم بدأت المصارف الأميركية ترفع أسعار الفائدة، ولذلك بدأت الناس تخاف من استمرار الإستثمار بالعملات الرقمية باعتبار أنها أصول عالية المخاطر وهذا يؤكده التراجع الذي تشهده البتكوين اليوم. ونصح المواطنين بوضع أموالهم بمكان آمن أي في المصارف، وهذا السحب للأموال من العملات الرقمية أدى إلى تراجع الثقة في هذه العملات وبدأت تَظهر الفضائح بالعملات الرقمية التي كانت مخفية على الناس"، وعن هذه الفضائح يعتبر أبي نجم أن أهم هذه الفضائح هي أن "الإستثمار بهذه العملات قد حصل لأنها غير مرتبطة ببنكٍ مركزيّ يحدد إمكانية سحب الأموال من عدمها، ولكن تبيّن أن منصات التداول من ضمنها "binance" التي أوقفت التداول لمدة ٣٠ دقيقة وغيرها أيضاً قد أوقفت التداول ،،ما منع الناس من سحب أموالهم أو إستكمال التجارة على المنصات، التي تتحكم بالسحوبات أو الاستثمار، وخاصة أنه تبيّن أن العديد من العملات الرقمية خسرت أكثر من 95% من قيمة عملتها والعديد منها قد تصل قيمتها للصفر ما يُثبِت أن قيمتها ليست ثابتة".وعن الإستثمار في هذه المنصات والعملات ، يوضح أبي نجم أن تراجع الثقة في هذه العملات يعني عودة الإستثمار في العملات الورقية وهذا بإمكانه التأثير كثيراً على الإقتصاد للبلد.
