إنطلاقاً من حادث السير المؤسف الذي حصل فجر اليوم وذهب ضحيته الفنان جورج الراسي والسيدة زينة المرعبي، يعود إلى الواجهة خطر حوادث السير التي باتت كثيرة وخطيرة خصوصاً في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان المتزامنة مع الإهمال الحاصل من قبل الدولة في وضع الطرقات المزري الذي بات لا يُحتَمَل.للمزيد من التفاصيل حول الحادث الأخير الذي أودى بحياة الفنان الراسي، وأرقام الحوادث التي سُجلت قبيل انتهاء الشهر الثامن هذا العام، كان لموقع LebTalks حديث خاص مع مؤسس جمعية يازا المحامي الكتور زياد عقل الذي أكد أن “غياب الدولة الكامل عن وضع الطرقات، إضافة إلى غياب الدوريات الثابتة والمتحركة لضمان تطبيق قوانين السير، كما والأعطال في الإشارات الضوئية وتوقف المعاينة الميكانيكية، إضافة إلى قنوات المياه المفتوحة على أغلب الطرقات اليوم، كل ذلك يؤدّي إلى زيادة خطر وقوع حوادث السير”، مشيراً الى أنه، وبالأرقام ونسبة لحركة السير الخفيفة هذا العام نظراً لإرتفاع أسعار المحروقات، فإن أرقام حوادث السير تُعتبر مرتفعة جداً، إذ “في شهر آب الجاري مثلا، وحتى اليوم هناك أكثر من ٣٠ ضحيةً و ١٥٨ جريحاً و ١٢٩ حادثاً، فيما بلغ عدد القتلى لهذا العام حتى تاريخ اليوم ٢٠٠ ضحية من جراء حوادث السير”.
وفي هذا الإطار، قال عقل إن “جمعية يازا” كانت قد وجّهت نداءات عديدة للمعنيين من أجل البدء بإصلاح الطرقات حفاظاً على السلامة العامة، إلا أن النداء الأهم يبقى للأهل والشباب والشابات من أجل الإنتباه جيداً أثناء القيادة واتباع إجراءات السلامة المرورية كافة، بدءاً من عدم القيادة أثناء احتساء الكحول أو النعاس، التقيّد بالسرعة القصوى لكل طريق ووضع حزام الأمان، فالمسؤولية كبيرة في ظل إهمال الدولة”.
تحليل أولي للحادث
وفي السياق ذاته، قالت مصادر مطلعة في تحليل أوليّ للحادث الذي أودى بحياة الفنان جورج الراسي والسيدة زينة المرعبي أنه “من خلال الصور الواردة عن الحادث المؤسف بات واضحاً أقله حتى الساعة أن السيارة كانت مسرعة جداً وهي سيارة صغيرة لا تحتمل الصدمات القوية، كما أنها اصطدمت بالفاصل الإسمنتي مباشرةً وليس بزاوية معينة أي حصل الاصطدام بكل قوة سرعة السيارة مباشرة”، مضيفة أن الملفت في الأمر هو ” الصدمة التي جاءت على جهة مقدّمة السيارة من اليمين، رغم أن الراسي كان سالكاً مسلك اليمين لكنه انحرف لجهة مسلك العودة لأسباب مجهولة ودخل قبيل الإصطدام بالمسلك المعاكس مما يفسر حالة من ثلاث : إما إلتهاء الراسي خلال القيادة أوضعف الإنارة، أو حالة سكر، ما جعله غير ملاحظ لوجود الفاصل الأسمنتي وسط الطريق”، إلا أنه وفي الإطار نفسه تستغرب المصادر وجود هكذا فاصل إسمنتي في وسط الأوتوستراد من دون أي إنذار للسائقين وفي ظل غياب الإنارة الكافية.
نرفق فيديو يوضح الخلل في الطريق الذي كان يسلكه الراسي فجر اليوم قبل تعرّضه للحادث المميت!
بعد كل ذلك، بات ضرب من الجنون اللجوء إلى الدولة للحفاظ على سلامة أبناء هذا الوطن، فكل منا لديه مسؤوليته في الحفاظ على حياته وحياة من يحب، وبالتالي الحفاظ على هذا البلد، لذلك، إنتبهوا .. قبل فوات الأوان!