تركت زيارة السفير السعودي الدكتور وليد البخاري الى الديمان، أكثر من دلالة واشارة لافتتين في التوقيت والمضمون نظراً لحجم دولة الزائر، باعتباره ليس ضيفاً عادياً فأن يأتي السفير البخاري الى الديمان ويلتقي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فذلك ومن خلال المتابعين والمواكبين لهذه الزيارة، فهم يؤكدون أولاً، ثمة علاقة عمرها أكثر من مئة عام بين بكركي والمملكة العربية السعودية منذ أيام المؤسس الملك سعود بن عبد العزيز وسائر البطاركة المتعاقبين، وهذه العلاقة لم تنقطع يوماً في كل الظروف وأي سفير سعودي في لبنان يزور دائماً بكركي، انما وفي محطة أخرى يُشار الى أن السفير البخاري هو من رسّخ هذه العلاقة من خلال الاحتفال الذي جرى بين البطريركية المارونية والرياض في بكركي منذ فترة ليست بعيدة، وكان احتفالاً مشهوداً ما يعني عمق العلاقة بين الطرفين، تالياً، ان المملكة العربية السعودية هي الى جانب أصدقائها وحلفائها وكل اللبنانيين، وعلى مسافة واحدة وتربطها بالقيادات المسيحية وشخصيات روابط تاريخية واجتماعية قديمة العهد، من هذا المنطلق فالزيارة جاءت للتأكيد عن شجب ما حصل مع المطران موسى الحاج باعتباره عملاً بوليسياً، والمملكة الى جانب الأساقفة ورجال الدين من كل الطوائف وعلى مسافة واحدة منهما اذ لا يجوز توقيف رجل دين بهذا الشكل الذي حصل، من هنا فإن هذه الرسالة تتخطى أيضاً البعد المحلي وتضيء في صورتها ومشهديتها الساحتين العربية والدولية حيث سلّطت الأضواء على زيارة السفير البخاري الى الديمان، ومن الطبيعي جداً أنها للتضامن والتأكيد على شجب هذه الأعمال وكل ما يجري من خلال هذه المنظومة التي تتلقى أوامرها من حزب الله الذي هو الآمر والناهي للعهد، ومن يفرض القرارات من خلال فائض القوة.
