في اطار الجولات التي يقوم بها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل منذ فترة على المناطق اللبنانية، لشدّ العصب المسيحي الشعبي، والعمل على إعادة شعبيته وكسب المناصرين بجهود شاقة، زار يوم السبت منطقة زحلة، ضمن برنامج شمل لقاءات سياسية وجدول اعمال مكثف، تضمّن اجتماع النائب باسيل مع رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف، والنائب السابق نقولا فتوش، وتلبية دعوة النائب السابق سيزار المعلوف الى فطور صباحي، إضافة إلى لقاء مع مطارنة زحلة، وحوار مع الفعاليات الاقتصادية، وعشاء قضاء زحلة في” التيار” بحضور الرئيس ميشال عون، في حين غاب اللقاء الشعبي الزحلي مع باسيل، الامر الذي طرح اسئلة وجوابها كان معروفاً…
الى ذلك تطرّق النائب باسيل الى الملفات الهامة خلال لقاءاته، خصوصاً خلال الإجتماع مع أساقفة زحلة في مطرانية الروم الكاثوليك في سيدة النجاة ، حيث تناول ملف النزوح السوري وتداعياته على لبنان، ومساءً لم تغب الرئاسة عن كلمته، لتختصر” بأنّ من يراهن على وصول مرشحه الى الرئاسة فهو واهم”.
في السياق رأى ثمة معارضون للزيارة من اهل المدينة، خلال حديث لـLebTalks بأنّ التيار” لم يكن من صلب النسيج السياسي الزحلي، إلا في نهاية فترة الثمانينات، اي حين اعلن الجنرال ميشال عون حرب التحرير ضد الاحتلال السوري، اذ كانت خطاباته تشبه حينها مواقف أبناء عروس البقاع، لكن ومع بداية حرب الالغاء إختلف الوضع، وبدأت أعداد المؤيدين للخطاب العوني تخف تباعاً، الى ان بات “التيار الوطني الحر” بعيداً عن سياسة اهل المدينة، وتبعه في ذلك إنقلاب” التيار” سياسياً، ليصبح في الجهة المقابلة خصوصاً بعد تحالفه مع حزب الله ، وهذا ما أبعده عن زحلة وبالتالي ما أبعدها هي عن التيار البرتقالي، وعندها خسر الكثير من الرصيد العوني، ليصبح ” الوطني الحر” من دون مناصرين ، وهذا ما أظهرته الانتخابات النيابية تباعاً، خصوصاً الاخيرة منها في ايار 2022، حيث أظهرت النتائج حقيقة مَن يمثل زحلة من الاحزاب المسيحية، اي” القوات اللبنانية” التي حققت انتصاراً كبيراً في ارجاء المنطقة.
وتابع المعارضون:” منذ ذلك الوقت لم يعرف “التيار” طعم الانتصار الحقيقي في زحلة، ولم يعالج نقاط ضعفه وتهاوي شعبيته، بسبب السياسة التي يتبعها النائب باسيل اذ يعادي الجميع ويفتح النيران على الحلفاء والخصوم معاً ولا يرحم أحداً، وكل هذا بعيد كل البعد عن كلمة السياسة التي تتطلب الديبلوماسية، وكيفية التعاطي الايجابي مع جميع الاطراف، وعدم ترك مسافات سياسية شاسعة معهم، او إعلان العداء بالمطلق وبالعلن كما يفعل رئيس “التيار”، وهذا يعني أنّ باسيل لم يربح الشارع الشيعي وخسر الشارع السنّي، بسبب تهجمّه الدائم على الرئيس سعد الحريري، كما لم ينجح في اي مرة في استمالة الزحليين، مما يؤكد بأنّ زحلة ليست ملعب” التيار”.