زيارة وفيق صفا لدولة الإمارات “بِلا صفاء” رغم إدعاءات بروباغندا محور “المقاولة”

WhatsApp Image 2024-03-21 at 13.10.31_cb1a63a9

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأربع والعشرين الماضية بزيارة مزعومة يُقال إن مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا قام بها الى دولة الإمارات العربية المتحدة بغية إطلاق سراح بعض المعتقلين اللبنانيين من السجون الإماراتية.

زيارة صفا وفبركات محور الممانعة

هذه الضجة أقل ما يُقال عنها أنها مفبركة وموجّهَة من محور “المقاومة” وإعلام هذا المحور ومنصّاته الإخبارية والإعلامية للاعتبارات الآتية :

أولاً: الإمارات دولةٌ لا تتعاطى سوى مع دولٍ وحكوماتٍ، ووفيق صفا ليست له صفة لا رسمية حكومية لبنانية ولا برلمانية، بل هو مسؤول حزبي لحزب لطالما استهدفَ دولة الإمارات سياسياً وإعلامياً وشتَمها وخوّنها لتطبيعها مع إسرائيل.

ثانياً: دولة الإمارات فيها قانون وأصول محاكمات وسلطة قضائية يُحاكم أمامها الإماراتي كما المقيم بموجب القانون، وبالتالي لا تتعاطى الإمارات مع الغير بمنطق الاعتقالات، وقد ثبُت في سياسات دول الخليج أن الإبعاد هي أقسى العقوبات التي يمكن أن تُلفظ بحق أجنبي مقيم على أراضي الدولة، وليس الاعتقال في حال كان ثمة أسباب جدّية تجعل وجود هذا الأجنبي على أراضي الدولة مصدر تهديد أو خطر للأمن أو النظام العام.

ثالثاً: زيارة وفيق صفا الى دولة الإمارات، إن حصلت، لا تندرج بالتأكيد ضمن سياق تعامل أبو ظبي مع ميليشيات، وبالتالي اذا حصلت الزيارة، فإما أن تكون قد حصلت بوساطة إيرانية مباشرة مع دولة الإمارات لكون ثمة مطلب أو حديث للحزب يريد إيصاله الى السلطات الإماراتية، وإما لأن ثمة حاجة لدى حزب الله للتواصل مع دولة الإمارات، غير أن المهم ليس أن يطلب حزب الله بل أن توافق أبو ظبي على أي طلب له، وبالتالي وفي غياب تأكيدات أو توضيحات من وكالات الأنباء الإماراتية الرسمية للزيارة واللقاءات يبقى كل الكلام كذب وتضليل ومحاولة تشويه سمعة دولة الإمارات.


رابعاً: إن كان ثمة موقوفون أو محكومون لبنانيون لدى دولة الإمارات فأبو ظبي تبحث بموضوعهم مع الدولة اللبنانية لا مع ميليشيا لا تمثيل رسمياً لها ولا اعتراف رسمياً بها ولا قبول بدورها في ما تفعله إقليمياً.

من هنا، فإن تحرّك حزب الله أو مسؤول من عنده باتجاه دولة بحجم الإمارات لا يمكن أن يأتي إلا في سياقٍ مخالفٍ تماماً لِمَا يُراد أن يُعطى له أو يُرمز اليه، فدولة الإمارات لا تمنح إقامات لأحزاب وميليشيات وبخاصة ميليشيات عاثت فساداً وإفساداً في المنطقة كما حزب الله، بل تعطي إقامات لأبناء جاليات عربية وغير عربية بصفتهم الوطنية أي لبنانيين فلسطينيين أردنيين عراقيين الخ …

خامساً: الذبابُ الالكتروني لمحور “المقاولة” يحاول الاستثمار في زيارة صفا دائماً وكالمعتاد لإعطاء الحزب هالة إقليمية معينة زائفة ومزوّرة وغير مطابقة لحقيقة المواقف والأمور والحقائق، وللعلم فإن حزب الله يتوّسل وتوسلاته كثيرة في الآونة الأخيرة من دول المنطقة الموقّعِة على التطبيع مع إسرائيل من أجل التدخّل لكبح جماح بنيامين نتنياهو وحكومته عن مهاجمة لبنان وجنوبه، وقد تكون الاتصالات مع الإمارات في هذا السياق، لكنها غُلّفت بمسألة إطلاق سراح لبنانيين شيعة قيل أنهم معتقلين في الإمارات.

فرضية زيارة صفا الى الإمارات “مرور الكِرام” قائمة


ثمة جناحٌ إسرائيلي ضاغط حالياً باتجاه توسيع الحرب من غزّة الى جنوب لبنان للقضاء على حزب الله وسلاحه، وقد طوّرت القبة الحديدية في إسرائيل وما ينطبق على صواريخ غزّة ينطبق على صواريخ لبنان مهما بلغ تطوّرها.


فتقديرات الجانب اللبناني واضحة في تقييم أي حرب إسرائيلية مدمِّرة على لبنان، إذ إن نتنياهو يريد البقاء في السلطة ويريد الهروب الى الأمام من خلال شنّ حربٍ جديدة على لبنان لإطالة أمد تهرّبه من المحاكمات والمحاسبة، وبخاصة للتهرّب من المساءلة بموضوع 7 تشرين الأول، لذلك فإن الحزب يحاول التوسّط إلا اذا كان هدف الزيارة شخصياً، لكن المهم أن أي بيانٍ رسمي لم يصدر عن دولة الإمارات، ما يُعزّز فرضية مرور تلك الزيارة اذا حصلت مرور الكرام من دون أي أبعاد سياسية.

إيران بين دعم الميليشيات وادّعاء العفّة

العلّة في محور “المقاولة” أنه يصدّق أكاذيبه التي يخترعها ويمشي بها ويحاول فرضها على الرأي العام على أنها حقيقة، ولا يتورّع عن قلب الحقائق وأصول ومفردات ومفاصل المنطق رأساً على عقب خلال ثوانٍ لحمل الآخرين على التصديق والمضي في الكذبة.

إنها “البروباغندا” الشنيعة لهذا المحور ولإيران الراعية المتنصّلة خبثاً من أدوارها الأساسية في دعم الميليشيات والوقوف وراءها وأمرها، لتعود وتدّعي العفة واستقلالية وكلائها وعملائها الإقليميين كالميليشيات وعلى رأسها حزب الله.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: