لم يتفاجأ احد بما حضّر له النائب السابق سامي الجميّل من ترشيحات لغير الكتائبيين الى الانتخابات النيابية، لانّ القصة معروفة منذ اشهر، فالأكثرية مُبعدة وخصوصاً الكتائبيّين الذين يذكّرونه بحقبة أمجاد الحزب، الذي سطّر بطولات دفاعاً عن لبنان، مفضّلاً التباهي بالسنوات التي حكم فيها الحزب ولا يزال مع رفاقه في حركة " لبناننا " تحت شعار" التغيير" الذي أنتج سقطات متتالية تكاد تقضي على عراقة الكتائب...الى ذلك وضمن المستجدات " التغييرية"، ذلك القرار الذي صدر في الامس، مع إعلان الجميّل دعم المرشح مجد حرب في البترون، الذي ادى الى إستياء عارم في صفوف القاعدة الكتائبية.
للتعليق على ذلك، اجرى موقع LebTalks اتصالاً بالنائب السابق سامر سعاده، المفترض ان يكون مرشح الكتائب عن منطقة البترون، فإستهل الحديث بالقول:" مبروك عليهم...، كنا في إنتظار الموافقة على ترشحي، لكن الجميّل كان يستعين دائماً خلال لقاءاتي معه لبحث هذه المسألة بمقولة " انا في انتظار موافقة المكتب السياسي على ذلك"، فيما الحقيقة انه لا ينتظر رأيهم بل يقرّر بمفرده، مع تكراره الدائم لشعارات " قضية وجود وعدم وجود ... ومعركة سيادة " والى ما هنالك من اقوال وحجج، مع الاشارة الى انني كررت له مراراً، ضرورة إختيار اي مرشح كتائبي من البترون، اذا ارادوا ترشيح غيري وسأكون معه، لكنه فضّل دعم شخص غير كتائبي وهذا مرفوض، خصوصاً انّ آل حرب لم يكونوا في اي مرة مع الكتائب، فالنائب السابق بطرس حرب عمل على إلغاء الحزب مرات عدة، وبصورة خاصة خلال الاستحقاق الانتخابي في العامين 2005 و2009 ".ورداً على سؤال حول سبب إبعاد الجميّل له، قال سعاده : " لا اعرف، هو يكرّر دائماً بأنّ الهدف إسقاط جبران باسيل، فيما يعرف تماماً بأنّ باسيل لن يسقط في الانتخابات، ويشير الى احصاءات اُجريت تؤكد عدم فوزي في الانتخابات، ليتبيّن انّها خاطئة ولا تمّت الى الحقيقة بصلة"، لافتاً الى وجود سيناريوهات عدة تتحضّر، ورأى بأنّ الجميّل سائر نحو الفشل، اذ يعتقد بأنه سيُشكل كتلة من 10 نواب من المعارضة، فيما هذا غير وارد، وهؤلاء لا يقبلون بتزعمه عليهم .واكد سعاده بأنّ الكتائب في البترون ليست سلعة في سوق الانتخابات، ونضالها ليس ذبيحة على مذبح التسويات السياسية، كما انّ قرار ترشيح مجد حرب طعنة لتضحيات الكتائب في الشمال و انهاء لوجودها. وتابع :" لمن دفع ثمن تجييّرنا، اريد ان ابلغه رسمياً، بانه اشترى شكاً من دون رصيد، وللحديث صلة".واشار الى عدم إلتزامه بهذا القرار، ولا يعتبر أن القيادة تنطق بإسمنا في البترون، وغالبية القاعدة الكتائبية في المنطقة غير ملتزمة بذلك، ولم يستبعد حصول إستقالات كتائبية هناك.وعن ترشحه، قال سعاده : "سأجتمع مع الكتائبيين في منطقتي، وخلال ايام قليلة سنتخذ القرار".
في الختام لا بدّ من الاشارة الى انّ المرشح مجد بطرس حرب سيجمع اصوات والده وبعض الاصوات الكتائبية، لكن هذه الحسابات لن تبعد النائب باسيل عن مجلس النواب، ولا المرشح عن القوات اللبنانية الزميل غياث يزبك...