سباق الحكومة والإرتطام!

سباق الحكومة والإرتطام!

أكثر من عامل دخل على خط عملية تأليف الحكومة العتيدة ودفع بها إلى نقطة النهاية واستعجل بلورة الموقف النهائي للرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، الذي لم يعد يملك “ترف الوقت”، وبات يستعجل التأليف على وقع التطورات الدامية والتي شكلت مجزرة التليل الحلقة الأخيرة منها بعد انفجار خزان محروقات في البلدة، وأدى إلى سقوط 28 قتيلاً وأكثر من 100 جريح.
​وبينما كانت مناخات التفاؤل التي سادت خلال الأسبوع الماضي، تتلاشى نتيجة انفجار معركة رفع الدعم والتي سعى بعض الأطراف السياسية إلى استغلالها لاستعادة رصيد شعبي تراجع في الشارع، حصل الإنفجار الكارثي في قرية التليل، والذي تحول إلى كرة نار اجتاحت بألسنتها كل العناوين الداخلية وبما فيها العنوان الحكومي، فإن معلومات نيابية كشفت عن سقوط كل المحاولات السابقة لخربطة ونسف مشروع الإتفاق الذي تحقق حول الوزارات السيادية، لافتةً إلى أن ضغط الوقت، كما التصعيد السياسي الأخير بين تيار “المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، إضافة إلى بدء الإرتطام ووصول لبنان إلى نقطة اللاعودة، سوف تشكل كلها عوامل محفّزة للإسراع في إنجاز الولادة الحكومية، اليوم قبل الغد.
وتؤكد المعلومات أن عملية التأليف تسابق الفوضى في الشارع خصوصاً بعدما وصل التوتر والإحتجاج والغضب الشعبي إلى باب الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، والذي إعلن صراحة عن مهلة قد لا تتجاوز الساعات ال72 ساعة قبل أن تبدأ عملية خلط الأوراق وتحديد الموقف، وذلك من دون أن يُسقط في الإعتبار أنه قد يسلم هذه المهمة لغيره.
وبالتالي فإن المعلومات نفسها، تحدثت عن مخارج يجري العمل عليها حالياً من أجل فكفكة العقد وتسهيل التأليف، لكنها استدركت بأن محاولات العرقلة ما زالت أيضاً مستمرة، وهي انطلقت مع عملية تصفية الحسابات السياسية القاسية والتي شهدتها الساحة الداخلية بعد مجزرة التليل، وقبل رفع جثث الضحايا المحروقة، من دون أي اعتبار لهول الكارثة وحرقة الأهالي ونقمة الشارع المأزوم أساساً والذي يواجه كل تجليات الفشل والشلل والتعطيل والتقاعس في تأمين مستلزمات الحياة الطبيعية وفي مقدمها الخبز والدواء والكهرباء.
وتوقعت المعلومات أن يدفع ضغط الشارع والتحذيرات من انفلات الوضع الأمني والفوضى المجتمعية، نحو اتضاح المشهد الحكومي خلال الأسبوع الحالي، إلاّ إذا نجح المعرقلون مجدداً في فرض أجندتهم الخاصة وإبقاء الوضع على ما هوعليه بصرف النظر عن الأثمان الباهظة التي سيدفعها اللبنانيون جراء الإرتطام الكبير.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: