ستبقى الصخرة المقاومة…

417632Image1-1180x677_d

انه أيقونة لبنان، عاش كل متاعب الوطن، فشهد ولادة لبنان الكبير وإستقلاله الأول، وحروبه المتنوعة وما رافقها من ويلات واحتلالات، وصولاً الى الاستقلال الثاني، الذي ناضل بقوة من اجل تحقيقه، حتى حمل لقب بطريرك الاستقلال. انه البطريرك نصرالله صفير الذي يختصر إسمه المفعم بالكرامة والحرية كل الالقاب.
اليوم يستذكر لبنان الذكرى الثانية لرحيله بحزن عميق، لكن الصخرة المقاومة لا تنتسى، بل تبقى خالدة على مرّ الأجيال.
محطات مصيرية متأرجحة رافقت حياته النضالية، من اجل لبنان وكرامة الانسان. هذه الحقبات تطلبت وجود شخصية تاريخية لتقف في وجه المحتلين، فكان الصوت الصارخ المدافع عن الحق ضد التسلّط والظلم . فإستمر في نضاله السلمي حتى حقق ما يصبو اليه كل لبناني، مؤمن بوطن حرّ سيّد مستقل.
لا شك في انه بطريرك إستثنائي، جاهد من اجل الحق والقرار الحرّ، تصدّى بصمت عقلاني وبكلمات قليلة لكن معبّرة جداً، كانت كافية لإيصال الرسائل، وإطلاق الثورة السلمية التي حققت أهدافها بعيداً عن العنف.
إحتضن المنابر الاستقلالية، فكان النداء الشهير لمجلس المطارنة الموارنة في بكركي بشهر ايلول من العام 2000، صرخة مدوية في الداخل والخارج، وتبع ذلك تأسيس ” لقاء قرنة شهوان” بدعم من الكنيسة في نيسان من العام 2001. وبعد اشهر معدودة بات البطريرك الأيقونة رمزاُ للنضال المقاوم، اذ حقق المصالحة التاريخية في 3 آب من العام نفسه في الجبل، لتكريس العيش المشترك قولاً وفعلاً مع الطوائف الأخرى. لكن وبعد أيام معدودة جرت حملة قمع واضطهاد واعتقالات، طاولت مئات الشباب المطالبين بخروج جيش الاحتلال السوري من لبنان، فكان ردّ البطريرك صفير حينها الصمود وعدم التراجع.
سنوات وسنوات من النضال باركها بطريرك السيادة ورافقها، فلم يتعب الى حين بدأت الشرارة المباركة لإنطلاق ثورة الاستقلال الثاني، فحصل الانفجار المدوّي، بإغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط 2005. فتوّحدت اكثرية الاحزاب اللبنانية تحت لواء قوى 14 آذار، التي انتجت ثورة الارز وإنتفاضة الاستقلال من العام نفسه، فحمل عندها وبجدارة لقب ” بطريرك الاستقلال”.
لم يلن، لم يساوم، لم يتراجع، لم يستسلم، ولم ينكسر يوماً أمام التحدّيات والضغوط، تشبّث بإيمانه، ولطالما ردّد :” إثبتوا ولا تخافوا” من هنا سنبقى نردّد عبارته الشهيرة لانها توصل الى الدرب الصحيح…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: