سلسلة لقاءات في قصر بعبدا.. الرئيس عون: لا خيمة فوق رأس أحد

baabda

اكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون مواصلة العمل على بناء الثقة بين الشعب اللبناني والدولة، كما بين الدولة والخارج، بهدف وضع الدولة على السكة الصحيحة، معلناً أن "في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، وأن كل المحرمات في هذا السياق سقطت والقرار اتخذ".

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم الثلثاء في قصر بعبدا، وفداً طالبياً من المؤسسة المارونية للانتشار، تحدثت باسمه المديرة العامة للمؤسسة السيدة هيام البستاني في مستهل اللقاء، إذ قالت: "فخامة الرئيس، بفخر عميق ومشاعر صادقة أقف أمامكم اليوم، نيابة عن رئيسة المؤسسة المارونية للانتشار السيدة روز شويري ومجلس الأمناء، لأقدم لكم 70 شابا وشابة من المتميزين في الأكاديمية المارونية القادمين من بلدان عدة."

أضافت: "إنه من دواعي الفخر أن تحمل الأكاديمية المارونية 2025 اسم مؤسسها ورئيسها الفخري الوزير الراحل ميشال إده، الذي كرس حياته لتعزيز العلاقات بين لبنان والمنتشرين في الخارج. ومن خلال عمله، ذكرنا بأن لبنان ليس مجرد بلد، بل هو رسالة تحملها قلوب أبنائه وبناته عبر العالم".

وتابعت :"بعض المشاركين يأتون الى لبنان للمرة الاولى، لكن لبنان كان دائما جزءا منهم، يعيش في تراثهم، وأسمائهم، وقيمهم، وإيمانهم على مر السنين. وقد فتحت الأكاديمية المارونية أبوابها وقلبها لخمسمئة من الشباب اللبناني من جميع أنحاء العالم، وقدمت لهم أكثر من المعرفة. لقد قدمت لهم التواصل. فمن خلال دوراتنا التدريبية عبر الإنترنت، والمؤتمرات الغنية، والزيارات إلى لبنان، أعاد هؤلاء الشباب والشابات اكتشاف جذورهم وتاريخهم وقيمة هويتهم."

واردفت: "يمثل هؤلاء الشباب حقيقة راسخة، وهي أن لبنان لا يقتصر على الجغرافيا، بل يعيش أينما وجد قلب ينبض بالفخر بأصوله، وبالأمل بالمستقبل. وهم لا يأتون فقط ليتعلموا عن لبنان، بل ليتعلموا أيضا عن التواصل من جديد مع الإرث الذي يدعوهم إلى أن يكونوا جسورًا بين لبنان والعالم. وهم ليسوا مجرد مشاركين، بل سفراء المستقبل للكنيسة المارونية وللمؤسسة المارونية للانتشار."

كذلك لفتت في حديثها: "سيعودون إلى بلدانهم بمهمة واضحة: تعزيز الهوية المارونية، والدعوة إلى المواطنة اللبنانية، ونشر رسالة الوحدة والانتماء . ولعلّ كثيرين منهم قد يعودون يومًا ليس للزيارة فحسب، بل للاستثمار والبناء، والعيش في لبنان، والمساهمة في نهضته وازدهاره".

وأكملت متوجّهة إلى الرئيس: "فخامة الرئيس، على الرغم من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها أمتنا، هذه اللحظة تذكرنا بأن لبنان أكبر بكثير من مجرد بلد.إنه قصة صمود وإيمان ووحدة. قصة مكتوبة عبر المحيطات والأجيال. نحن نؤمن بهذا الجيل. سينشر الحقيقة حول لبنان، والتي لا تحددها فقط التحديات، بل يحددها جمالها وإرثها وروحها التي لا تنكسر. في الأكاديمية المارونية، سنبقى ملتزمين بتمكين هؤلاء الشباب من تعزيز هويتهم، وشعورهم بالانتماء واستعدادهم لخدمة لبنان أينما كانوا".

وختمت: "نشكركم فخامة الرئيس على استقبالكم لنا، وهي بادرة تؤكد ان لبنان يعتبر أن المنتشرين جزء أساسي من ماضيه وحاضره ومستقبله.اسمحوا لي أن أعبر مرة أخرى عن خالص امتناننا لدعمكم وتكريمكم الأكاديمية المارونية باستقبالنا اليوم. إن الالتزام بالحفاظ على تراث لبنان وتعزيز الروابط بين وطننا وأبنائه في العالم يلهماننا جميعا".

الرئيس عون

بدوره، رد الرئيس عون مرحباً بالوفد، وقال: "اود بداية تهنئتكم على إيمانكم بهذا البلد، ومدى تعلقكم به. وهذا الأمر يشكل عنصر قوة للبنان، ذلك ان اللبنانيين في بلاد الإنتشار، من مختلف الطوائف، هم عاموده الفقري وسفراؤه في الخارج.  وإذا ما تطلعنا الى بلاد الإنتشار من البرازيل الى أوستراليا وافريقيا، فإنه قلَّما نجد مشروعا أساسيا ليس فيه بصمة لبنانية. ولقد تبين لنا، خلال الأزمات التي يجتازها لبنان، ان اللبناني في بلاد الإنتشار يشكِّل على الدوام عاملا مساعدا لأخيه في الوطن."

أضاف: "وإذا ما عدنا الى العام 2019 وصولا الى اليوم، فإننا شهدنا وما زلنا نشهد كيف يسارع اللبنانيون في مختلف بلاد الإنتشار الى الوقوف صفا واحدا لمساعدة اهلهم المقيمين هنا. والأرقام تتحدث عن ذاتها في هذا الإطار. إن لبنان بحاجة اليكم، كما أنتم بحاجة إليه، لذلك أشكركم على محبتكم وإيمانكم وتعلقكم بلبنان. فأنتم تحملون رسالته في الخارج. ومن حقكم علينا ان نعطيكم حقكم".

وتابع: "إننا نعمل على بناء الثقة بين الشعب اللبناني والدولة، كما بين الدولة والخارج. كما نعمل على الإصلاح الاقتصادي الذي بدأنا به مذ حصلت الحكومة على ثقة المجلس النيابي، وصولا الى محاربة الفساد، وتوطيد إستقلالية القضاء والإصلاح المصرفي ورفع السرية المصرفية. وكل ذلك، بهدف وضع الدولة على السكة الصحيحة. ولقد بدأت اليوم تظهر بعض المؤشرات الإيجابية لما نقوم به. ولدينا بعد الكثير من الخطوات سنعمل عليها تباعا من أجل ان نؤمن لكم بيئة آمنة ومستقرة،الأمر الذي يسهل عودتكم الى لبنان والإستثمار فيه".

وختم الرئيس عون: "أنظروا الى الوقائع بعين إيجابية، وإحكموا على هذا الأساس، لأنه وللأسف البعض مدفوع له للقضاء على لبنان، وهذا البعض نقيض الدولة، بمعنى أنه إذا ما وقفت الدولة على قدميها، فإنه سيؤول الى نهاية. من هنا وجوب ان تكونوا محصنين ضد هذا الواقع. وأعلموا كذلك انه في محاربة الفساد لا خيمة فوق رأس أحد، ولقد سقطت كل المحرمات في هذا السياق. كذلك، تذكروا ان البلد كان متروكا لنحو 40 سنة، لكن القرار إتخذ، وتم وضعه على السكة الصحيحة".

في هذا السياق، حضر اللقاء رئيسة المؤسسة المارونية للانتشار السيدة روز شويري وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة وعدد من المتطوعين الذين يواكبون طلاب الاكاديمية.

وكانت للرئيس عون ايضاً، لقاءات أخرى، تناولت مواضيع سياسية واجتماعية متنوعة. وفي هذا الإطار استقبل الوزير السابق طارق الخطيب وعرض معه الأوضاع العامة في ضوء التطورات الأخيرة.

كما استقبل الرئيس عون وفداً من جمعية "بيروت منارتي" برئاسة المحامي مروان سلام الذي القى كلمة نوه فيها بالقيادة "القوية والحكيمة والقادرة" للرئيس عون، وقال: "نحن نعيش اليوم في مرحلة مصيرية دقيقة وصعبة، تتطلب منا جميعا أن نتجاوز الحسابات الضيقة، وأن نلتف حول مشروع الدولة الواحدة التي تحتكر قرار السلم والحرب، وتحمي المواطن من كل أشكال الفوضى والانقسام..."

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومؤكداً ان "التحديات الراهنة في المنطقة لا تواجه الا بوحدتنا شئنا ذلك ام ابينا والاستنجاد بالخارج ضد الاخر في الداخل امر غير مقبول وهو اضر بالوطن وعلينا ان نتعلم من تجارب الماضي ونستخلص عبره".

كما شدد على "ان الإصلاحات بدأت وقوانين عدة اقرت" والمسائل المهمة سلكت في طريقها الصحيح، والملفات المطروحة سوف نعمل على معالجتها بترو وحوار لايجاد الحلول المناسبة".

واردف: "على اللبنانيين ان يضعوا مصلحة لبنان سقفا يتحركون تحته، اذ ان لا شيء يعلو فوق المصلحة الوطنية العليا، وعلينا عدم إضاعة الفرص المتوافرة راهنا والاستفادة من الثقة العربية والدولية بلبنان والتي تجددت خلال الأشهر الماضية ونلمسها خصوصا في زياراتنا الى الخارج ولقاءاتنا مع قادة الدول التي زرناها".

وختم الرئيس عون: " لقد اتخذنا قرارنا وهو الذهاب نحو الدولة وحدها، ونحن ماضون في تنفيذ هذا القرار".

الاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة

واستقبل الرئيس عون وفدا من "الاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة" الذي اطلع رئيس الجمهورية على واقع المؤسسات التي تعنى بشؤون الإعاقة والمنضوية تحت راية الاتحاد الذي يضم مئة مؤسسة متخصصة ويشغّل اكثر من ستة الاف موظف ويقدم خدمات مباشرة ومتخصصة لاكثر من 16 الف مستفيد من الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المناطق اللبنانية.

والقى السيد عزت آغا كلمة باسم الوفد شكر فيها الرئيس عون على توقيعه الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وثمن مبادرة رئاسة الجمهورية بتعيين موظف من ذوي الإعاقة في فريق عمل اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، مطالباً بدعم الرئيس عون لتفعيل احكام القانون 220/2000 الذي يكفل الحق في التعليم والصحة والعمل وإمكانية الوصول، لاسيما وان تطبيقه لا يزال جزئيا وبعض مراسيمه التنفيذية لم تستكمل بعد.

كما طالب الوفد مساعدة الرئيس عون لتوقيع وتجديد العقود مع وزارة الشؤون الاجتماعية للعام 2025، وتجاوز العقبات البيروقراطية بين الوزارات، وصرف المستحقات المالية المتأخرة قبل نهاية شهر أيلول من دون وضع سقوف زمنية لارسال الفواتير الى وزارة المالية لكي نتمكن من استقبال أبنائنا قبل بداية العام الدراسي، وتشكيل لجنة جديدة لتحديد سعر الكلفة، تمهيدا لاعتماد دراسة محدثة للعام 2026".

من جانبه، أكد عون اهتمامه المباشر والدائم في حاجات الأشخاص ذوي الإعاقة والسهر على تحقيقها، منوهاً بالدور الذي تلعبه المؤسسات المنضوية بالاتحاد الوطني لشؤون الإعاقة، ومشيراً الى "ان رعاية هؤلاء الأشخاص واجبة من الدولة وكل المجتمع وصولا الى تحقيق الاندماج الكامل الذي يصبو اليه الجميع واسقاط أي تمييز مهما كانت الأسباب والذرائع. "

ووعد الرئيس عون الوفد بمتابعة المطالب لدى الوزارات المختصة ولاسيما وزارتي المال والشؤون الاجتماعية.

وزير الاعلام والرئيسة الجديدة لمجلس إدارة تلفزيون لبنان

وكان الرئيس عون، التقى صباحاً وزير الاعلام المحامي بول مرقص والرئيسة الجديدة لمجلس إدارة "تلفزيون لبنان" المديرة العامة الدكتورة اليسار نداف التي شكرت رئيس الجمهورية على تعيينها مع مجلس إدارة جديد للشركة، وعرضت الخطوط العريضة لخطة عملها كي يتمكن " تلفزيون لبنان" من أداء دوره الوطني كمساحة توافق والتقاء في المجتمع اللبناني.

كما عرض الوزير مرقص لابرز ما تحقق خلال الأشهر الماضية لاسيما في مجال الارشفة والتجهيز، بينما تمنى الرئيس عون للدكتورة نداف التوفيق في مسؤوليتها الجديدة مع أعضاء مجلس الإدارة الذين سوف يلتقيهم لاحقا للتداول معهم في المسائل التي سوف تعيد لتلفزيون لبنان حضوره الإعلامي الفاعل في لبنان والدول الشقيقة والصديقة.

مدير عام "اوجيرو"

وفي قصر بعبدا، زار المدير العام لهيئة "اوجيرو" أحمد عويدات الرئيس عون، حيث أطلعه على أوضاع الهيئة وخطة العمل بعد تسلمه مسؤولياته الجديدة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: