ملف النزوح السوري اصبح قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي لحظة. وبات تغلغل السوريين في المناطق اللبنانية يهدّد الوجود فيها، ولا سيما في سن الفيل حيث يتخوّف الاهالي من تغيير وجه المنطقة الديمغرافي وهويتها بسبب اعداد السوريين القاطنين ضمن نطاقها، واصرار مالكي الابنية والشقق السكنية على عدم تأجير اللبنانيين لتحصيل الدولار “الفريش” من الاجنبي نظراً للضائقة الاقتصادية، حتى تحوّلت اغلبية الابنية الى مرتع للنازحين بشكل مخالف للقانون، فاصبحت الايجارات تتم وفق الغرف لا الشقق.
نقمة الاهالي بدأت تزداد تجاه هذا الواقع خصوصاً مع تزايد الاشكالات والجرائم، والخشية من تجرّع مرارة الهجرة من بيوتهم وممتلكاتهم، وهم من بذل الغالي والنفيس ابان الوجود الفلسطيني والوجود العسكري السوري من اجل البقاء، وسقط لهم شهداء، والبعض شاهد على اشرس المعارك التي خاضتها المنطقة حيث اضحى التجوّل فيها اليوم بمثابة التجوّل في احد شوارع سوريا. وبالرغم من سوء ادارة ملف النزوح من الدولة، الا ان هناك مسؤولية تقع على البلديات لتنظيم هذا الوجود، مع العلم ان بلدية سن الفيل سارعت في الساعات الماضية الى اصدار قرار بمنع تأجير اي عقار (سواء سكني او تجاري) لاي نازح سوري قبل التثبت من تسجيله وحيازته على اقامة شرعية في لبنان تحت طائلة اتخاذ التدابير القانونية. ولكن اي دور للقيادات المسيحية في هذا الاطار؟
عضو مؤسس في تجمّع “اتحاديون” جورج جبور اعتبر في حديث لـ Lebtalks ان المشكلة اليوم ليست في تكرار احداث الماضي او عدم تكرارها، انما في “الخضوع المتواصل من قياداتنا المسيحية التي لا تتعلّم من الماضي ولا من الحاضر ولا تتطلّع الى المستقبل. قال: “لقد اعتدنا على هذا الخضوع على الارض منذ 35 سنة ولا زلنا نخضع ولا نقاوم، وهذا ما ادى ويؤدي الى هجرة المسيحيين”.
جبّور رأى ان ليس هناك من شيء عملي يؤدي الى اعادة التوازن. واضاف: “نسمع كلاماً كثيراً وشعارات عدة عن حقوق المسيحيين والدفاع عن المسيحيين، ولكن بالفعل لم نلمس شيئاً لا من الاحزاب المسيحية ولا من القيادات الزمنية ولا حتى الروحية”، معتبراً ان الامر يحتاج لقرارات جذرية لان المسألة اصبحت وجودية. وتابع: “هناك شعب مهدّد باخراجه من مناطقه والملف يتطلب قرارات عدة أكان على صعيد البلديات او الاحزاب التي تخضع لها او القيادات والحكومة، انما يجب ان تتوفر النية لذلك”. وذكّر في هذا الاطار بانّ اللاجئين الفلسطينيين سكنوا في الضبيه والكرنتينا والنبعة وتل الزعتر وجسر الباشا وفيما بعد تحوّلوا الى ثكنات وقواعد عسكرية.
وشدّد على ان “القرار اليوم سهل وبسيط ويكمن في ما يجب فعله حتى لا تتكرر احداث الماضي، وهناك مسؤولية يجب ان يتحمّلها الجميع، الاستنكار لم يعد يكفي والموضوع لا يتعلق بالعنصرية ففي كل دول العالم هناك تنظيم للّجوء”.
جبور اكد ان القرار ببلدية سن الفيل او برج حمود او المنصورية او بأي بلدية اخرى لا علاقة له بسلاح حزب الله. و”لا يمكن اقحام ايران والمحاور والخلاف السعودي- الايراني والاميركي – الصيني بمسألة تنظيم اللاجئين السوريين القاطنين ضمن نطاق بلدي معيّن، هذه سخافة”.
واعتبر ان القيادات قادرة على الضغط في هذا الملف، سائلا عن سبب عدم اتخاذ اجراءات طالما هناك اجماع سياسي حول خطر النزوح السوري؟