صمود فلسطيني في وجه سياسية الارض المحروقة.. والمجتمع الدولي عاجز

gaza

كشفت الهدنة المؤقَّتة الَّتي يشهدها قِطاع غزَّة عن حجم الدَّمار الَّذي تعرَّض له القِطاع نتيجة حرب الإبادة الجماعيَّة الَّتي شنَّها كيان الاحتلال الاسرائيلي، وفق سياسة الأرض المحروقة، من خلال القصف الجوِّيِّ والبرِّيِّ والبحريِّ والتهديم وإزالة المعالم الَّتي ظهرت جليَّة مع توقُّف هذا القصف الهمجيِّ. فعلى الرغم من التقييدات والمَنْع الَّذي فرضته سُلطات الاحتلال على الصحفيِّين ووسائل الإعلام لإخفاء حقيقة جرائم الحرب والمجازر والدَّمار الهائل الَّذي ارتكبته في قِطاع غزَّة وشماله بشكلٍ خاصٍّ، إلَّا أنَّ ما نُشِر في ظلِّ التهدئة الحاليَّة، كشف ولو بصورة جزئيَّة عن حجم الكارثة الَّتي حلَّت بالقِطاع جرَّاء وحشيَّة القصف للمنازل والمنشآت والمؤسَّسات على اختلاف أنواعها، لِتعكسَ الصورة الحجم غير المسبوق للكارثة والمأساة الإنسانيَّة الَّتي يعيشها الفلسطينيون في القِطاع، سواء مَنْ بقوا في الشَّمال أو نزحوا للوسط والجنوب.

إنَّ ما ارتُكِبَ من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة، رغم وحشيَّته غير المسبوقة الَّتي لَمْ يشهدها العالَم في تاريخه الحديث، وعدم قدرة سكَّان شمال القِطاع من العودة إلى أطلال منازلهم، حتَّى وإن كانت تلك العودة لالتقاط ما يلزم من حاجيَّات معيشيَّة تساعدهم على ممارسة أبسط النشاطات الحياتيَّة في أماكن نزوحهم وسط وجنوب القِطاع، إلَّا أنَّها ستظلُّ فرصة لوقف القتل والإجرام الَّذي يرتكبه كيان الاحتلال ضدَّ أبناء فلسطين. لذا، يجِبُ أن يواكبَ هذا الوقف المؤقت، على الأقلِّ تسريع إدخال ما يحتاجه القِطاع المُحاصَر وسكَّانه من احتياجات أساسيَّة وطبيَّة، خصوصًا مع الحالة الَّتي فرضها الاحتلال عَلَيْهم، وحرمانهم حتَّى من مشاهدة منازلهم المُدمَّرة كُليًّا أو جزئيًّا، ولو للبحث في ركامها عن شهدائهم أو بعض أشيائهم الضروريَّة.

ولا يزال القِطاع بلا ماء وطعام وخبز وكهرباء ودواء ووقود، وبلا مُقوِّمات للحياة ولو بحدِّها الأدنى، وكأنَّ زلزالًا قويًّا ضربَه، ويبقى الرهان الرئيس على قدرة أبناء فلسطين على التحمُّل والصمود في بلداتهم ومُدُنهم ومُخيَّماتهم، ورفض الرحيل القسريِّ الَّذي يسعى كيان الاحتلال فرضَه عَلَيْهم. ولقَدْ أظهرَ الفلسطينيون جَلدًا أسطوريًّا، حيث سجَّلت الإمكانات الإعلاميَّة القليلة مشاهد ترصد عودة الفلسطينيِّين إلى منازلهم، بعد أن غادروها قسرًا منذ بدء العدوان، عادوا وهُمْ يحملون أطفالهم وأمتعتهم فوق الشَّاحنات والمَركبات وعربات تجرُّها الأحصنة والحمير، رغم أنَّ مأساويَّة المشهد في شمال القِطاع والَّذي يؤكِّد أنَّ أحياء كاملة مُسِحت عن الخريطة. ورغم أنَّ الرهان على المُجتمع الدوليِّ لَمْ يَعُدْ خيارًا حقيقيًّا، حيث تؤكِّد الأحداث أنَّ الرضوخ الاسرائيلي للهدنة المؤقَّتة جاء نتيجة صمود المقاومة وربط أيِّ تصوُّر لتبادل الأسرى بهدنة إنسانيَّة. فما ارتُكِبَ من جرائم يؤكِّد أنَّ الإجرام الاسرائيلي لا يوجد له خطوط حمراء مُلزِمة أثناء عدوانه على الشَّعب الفلسطينيِّ، فالأطفال والنِّساء والشيوخ في قِطاع غزَّة يقتلون بالطائرات الحربيَّة والأسلحة المُحرَّمة دوليًّا دُونَ محاسبة دوليَّة. المُجتمع الدولي والأطراف كافَّة، باتوا مطالَبِين بسرعة الاستجابة لنداء الإنسانيَّة والانحياز لمبادئها وضرورة حمايتها، وتحمُّل المسؤوليَّة واتِّخاذ قرار يفرض وقف الحرب، ويضْمَن عودة النَّازحين ويكفُل بقوَّة القانون الدوليَّ والإنسانيَّ تأمين جميع الاحتياجات الأساسيَّة لأبناء فلسطين وبشكلٍ مستدام

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: