في غمرة ما نشهده من إستفاقة قضائية فجائية، تكاد تجرف البعض وتتناسى البعض الاخر، ليبرز المثل الشائع والذي ينطبق بقوة في لبنان في ظل ما يجري من مناكفات وصراعات، “صيف وشتاء على سطح واحد” من هنا نسأل:
أين باتت حقوق المودعين في المصارف؟، ولماذا الان إتخذ القرار بمنع تحويل الأموال الى الخارج تحت حجة حماية المودعين؟، ولماذا الادعاء على البعض فقط؟، أين القضاء من موضوع القرض الحسن؟ ولماذا إقتصر التكسير والخلع على شركة الراحل ميشال مكتف فقط؟
وفي اطار آخر، أين التحقيق في غزوة عين الرمانة ومع ” المتظاهرين السلميين الذين دخلوا المنطقة حاملين الورود الى اهاليها؟، فيما عاثوا خراباً مع كل ما جرى من اعتداءات على الاهالي الآمنين، من إطلاق نار وقذائف وقنص ودمار للشقق والشارع؟ وكل الادلة موجودة والعالم بأجمعه شاهد على ذلك…أين التحقيق في الاغتيالات، واخرها الشهيد لقمان سليم الذي قتل في منطقة معروفة لمن تتبع؟
أين التحقيقات في الاعتداءات المتكرّرة على الأراضي في منطقة لاسا؟ وفي كل ما يجري في مناطق البقاع الشمالي، من سرقات وتعديات ومعارك شبه يومية بين المسلحين المنتشرين في وضع النهار؟
ماذا عن سرقة جيوب المواطنين من قبل التجار، الذين يستفيدون بمبالغ خيالية من تحليق الدولار، فيما المواطن يئن من الجوع؟، أين اصبح ملف إحتكار الادوية الذي ادى الى وفاة عدد كبير من المرضى؟
الاسئلة كثيرة ولا مجال لتعدادها لانها لا تحصى، فيما الاستقواء قائم فقط على جهة معينة وعلى الاعلاميين المعارضين، الذين يُستدعون يومياً على خلفية كتابة مقالة او تغريدة …هل ما يجري اليوم يصّب في خانة شدّ العصب لجمهور معيّن، بات يائساً من وعود فارغة؟، رُدّدت على مدى عقود من الزمن، لم يتحقق منها شيء على ارض الواقع، في ظل تحالف غريب – عجيب لا يجمع بين طرفيه سوى المصالح الخاصة المشتركة؟الى متى سيبقى اللبنانيون في دائرة الخراب هذا، فيعيشون تداعيات اخطاء السلطة ؟، لقد وصلت السفينة الى الغرق بمَن فيها، والمسؤولون ما زالوا يعيشون امجاد شعاراتهم…