طرد الآلاف من العمال الفلسطينيين نحو غزة يضغط على “حماس” سياسياً واقتصادياً

palestine

باشرت إسرائيل أمس بطرد الآلاف من العمال الفلسطينيين إلى قطاع غزة في ظل القصف العنيف المتواصل منذ أسابيع على القطاع المحاصر، في خطوة يقول مراقبون إنها ستزيد من الضغوط على حركة حماس وحكومتها في غزة وتغرقهما بالمزيد من الناس والمسؤوليات.
ويعود الآلاف ممن كانوا يحصلون على رواتب ويعيلون أسرهم إلى غزة ليجدوا أنفسهم في صفوف العاطلين عن العمل، ما يدفع بهم إما أن يكونوا عتادا في مدفعية حماس أو متذمرين منها ويحمّلونها مسؤولية خسارة أرزاقهم والوضع الصعب الذي يعيشه القطاع في ظل غياب الغذاء والماء والكهرباء والأدوية، فضلا عن مخاطر القتل تحت القصف الإسرائيلي الذي يأتي ردا على “طوفان الاقصى”.
ويرى المراقبون أن الغضب الفلسطيني من قصف إسرائيل للقطاع وإيقاع الآلاف من القتلى والجرحى وهدم الأحياء لم ينسهم في مرحلة ما بعد الحرب مسؤولية حماس عمّا جرى، مشيرين إلى أنه إذا استمرت حماس في غزة بأيّ شكل، فإن درجة الغضب سترتفع ضدها بين الناس، كما أنهم لن يأسفوا إذا تم تفكيكها أو فرض حكم جديد مكانها.
وعاش العمال الذين وصلوا أمس الجمعة إلى قطاع غزة أوضاعا صعبة داخل السجون الإسرائيلية بعد اعتقالهم، أثناء الحرب المتواصلة منذ 7 تشرين الاول الماضي. وتقطعت السبل أمامهم، في الوصول إلى مناطق سكنهم وخاصة في المناطق الشمالية ومدينة غزة، بسبب القصف الإسرائيلي العنيف.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، كان نحو 18500 فلسطيني من قطاع غزة يحملون تصاريح للعمل في إسرائيل عند بدء عملية ططوفان الاقصى”.
وفي 10 تشرين الاول الفائت، ألغت إسرائيل جميع تصاريح العمل الصادرة للغزيين، وفقًا لتحالف المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان. وأوضح التحالف أن “عناصر الجيش والشرطة الإسرائيليين اعتقلوا غزيين من دون أيّ مسوغ قانوني”.
وتأتي عمليات الإعادة القسرية إلى غزة بعد ساعات قليلة من إعلان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي أن “إسرائيل تقطع جميع علاقاتها مع غزة، ولن يكون هناك عمال فلسطينيون من غزة”.
ودأبت إسرائيل على استخدام ملف إصدار التصاريح لعمال القطاع كورقة ابتزاز، وتماطل في إصدار التصاريح، وتغلق ما بين الفينة والأخرى معبر إيرز المخصص لعبور العمال.
وبحسب وزارة العمل الفلسطينية في قطاع غزة، وصل عدد العمال من غزة الحاصلين على تصاريح للعمل في إسرائيل حوالي 18 ألفا و500 عامل.
لكن لم يكن جميع هؤلاء العمال يتواجدون في إسرائيل مع بداية اندلاع الحرب، فعدد كبير منهم كان يتواجد في غزة قبل الحرب، بسبب توقف معظم القطاعات الاقتصادية عن العمل بالتزامن مع الأعياد اليهودية.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أمس إنها “قلقة جدا” من طرد الآلاف من العمال الفلسطينيين من إسرائيل إلى قطاع غزة.

(وكالات)

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: