يحطّ وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان اليوم في بيروت للقاء كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب، في وقت تشهد المنطقة تحولات سياسية غداة الاتفاق الايراني- السعودي. فماذا يحمل في جعبته؟ وهل من اشارة ما في ما خص الاستحقاق الرئاسي؟
الصحافي علي حمادة وفي حديث لـ LebTalks قلّل من الحجم الذي يعطى لهذه الزيارة، معتبراً ان عبد اللهيان ليس ممسكاً بالملف اللبناني وزيارته هي اقل تأثيراً واقل اهمية من زيارات اسماعيل قآني قائد فيلق القدس المتكررة للبنان، و"آخرها قبل ثلاثة ايام من انطلاق الصواريخ من منطقة القليلة باتجاه اسرائيل حيث جمع قادة من حماس وحزب الله ومن التنظيمات الفلسطينية الاخرى لهذا الغرض".
واشار الى ان الملف اللبناني هو في يد فيلق القدس التابع للحرس الثوري المرتبط ارتباطاً مباشراً بمكتب المرشد علي خامنئي، و"زيارة عبد اللهيان اعطيت اكثر مما تحتمل حتى في ما يتعلق بمفاعيل او انعكاسات الاتفاق السعودي الايراني، فعبد اللهيان ليس هو من يوصل الرسالة وليس هو من يُحمَّل رسالة للداخل اللبناني، الداخل اللبناني هو بالنسبة للايرانيين بيد حزب الله، وللحزب هوامش قرار فيه".
ولفت حمادة الى ان زيارة عبد اللهيان فيها جزئين: الاول هي زيارة بروتوكولية للسلطة التنفيذية اي لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي ولوزير الخارجية لان السلطة التنفيذية غير موجودة عمليّاً في لبنان. امّا لقاء الرئيس نبيه بري فيأتي في اطار لقاء احد ركني المعادلة الشيعية اللبنانية وكونه رئيس مجلس نواب له صفة رسمية.
واضاف حمادة: الاكيد ان عبد اللهيان سيلتقي قادة من حزب الله وربما الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله لكن مرجعية حزب الله لايران لا تمرّ عبر وزارة الخارجية.
وعن اهداف الزيارة، شدّد حمادة على انها نوع من حراك ديبلوماسي لاطلاع المسؤولين في لبنان على قراءة الحكومة الايرانية للاتفاق مع السعودية بشكل رسمي وعلني، لافتاً الى ان مستشار الامن القومي علي شمخاني هو من عقد الصفقة مع السعودية في بكين بتاريخ 10/3/2022 ثم بعدها بشهر جرى اعطاء الاتفاق واجهة ديبلوماسية عبر لقاء وزيري الخارجية الايراني والسعودي. واضاف: عندما يأتي عبد اللهيان يأتي للامور العامة وللتموضع الديبلوماسي لكن لا يحمل رسالة بالرئاسة.
ورأى حمادة "اننا لا زلنا بعيدين عن انجاز الاستحقاق الرئاسي"، معتبراً ان امد الشغور سوف يطول لان هناك تصلباً من الجانبين، تصلّب من حزب الله الذي يستمدّ جزءاً من اندفاعته من الموقف الفرنسي المؤيد لسليمان فرنجية، في المقابل تبدو "الجبهة المارونية" اكثر تماسكاً يوماً بعد يوم في مواجهة هذا الترشيح.
واكد استحالة تحديد تواريخ لانجاز الاستحقاق، "فالازمة وصلت حتى هذه اللحظة الى حائط مسدود بسبب التصلب الواضح، وهذا الامر قد يأخذ أشهراً وليس فقط اسابيع لان حزب الله واضح في موقفه انه مستعد لان ينتظر الى ما لا نهاية وهو يخيّر المعارضة بين فرنجية والفراغ"، مذكراً بوقوف الزعماء الموارنة في وجه فرض الاميركيين معادلة امّا مخايل الضاهر او الفوضى سنة 1988.
