عاش حياته بهدوء وسكون، زاهداً متعبّداً لله، لكنّ صمته في حياته كان مدويّاً بعد مماته بفعل اعاجيبه التي "زعزعت العالم" وملأت الدنيا فأصبح على كل شفة ولسان وذاع صيته في كل اقاصي الارض حتى اقترن لبنان باسمه. هو القديس العظيم "شربل" الذي يحتفل بعيده في الاحد الثالث من تموز.
لم تعرف اعاجيبه حدوداً ولا جنسية ولا دين. شفاءاته كثيرة، لا تعدّ ولا تحصى، ولا يبخل على من يلتجئ اليه حتى بات الجامع الوحيد لشعب تفرّقه السياسة والطائفية. شكّل حالة استثنائية بين القديسين بفعل قربه واتحاده بالله فغدا القديس الاكثر شعبية، وجذب اليه الكثير الكثير من الناس، فتحوّل دير عنايا ملجأ ومقصداً ومتنفّساً لكل محتاج، ومظلوم ومتألم، في احلك الظروف التي مرّت على لبنان.
اليوم وفي عيد "شربل"، نتأمّل بعظمة هذا القديس الذي اثبت للعالم اجمع انه لم ولن ينكفئ عن فعل المعجزات، التي تخطّى عددها 29400، نسبة منها شملت غير المسيحيين وغير المعمّدين كالسنّة، والشيعة، والدروز، واليزيديّين، والعلويّين، والسيخ، والبوذيّين، واليهود…
53 اعجوبة حصلت هذا العام وتوزّعت بين لبنان وبلدان اوروبية وغربية ودول عربية بانتظار معجزة خلاص لبنان وقيامته.
وفي ظلّ الخوف المسيحي على الوجود والمصير، والشعور بعدم الامان الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وارتفاع اعداد الهجرة من بين المسيحيين، نسأل انفسنا الا يكفي وجود قديس عنايا لكي نشعر بالسلام والطمأنينة ونثبت في ارضنا ارض القداسة والقديسين؟ والا تشكّل اعاجيبه علامة راسخة لايماننا تجعلنا نثق بقدرة الله وحضوره في حياتنا مهما قست علينا الظروف؟ حتماً سيأتي يوم وجرح لبنان سيطيب!